الخطأ طبيعة بشرية متوقعة وقد ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن خير الخاطئين التوابون وورد وقوع الخطأ والذنب في آيات وأحاديث عديدة. فإذا كان الخطأ يقع في حق الآخرة فمن باب أولى أن يقع في أمور الدنيا.
وفي هذا المقال سوف استعرض ثلاثة مراحل للإنتقال بالخطأ من الوعي به إلى التعلم منه.

المرحلة الأولى: الحالة الذهنية وتشمل:
١- يجب أن يكون لديك استعداد ذهني ونفسي لتقبل وقوع الخطأ، لأن قبول ذلك يعني أن لديك قابلية للتصحيح والتعامل معه.
٢- لا تعتقد أنك تعرف كل شيء.
٣- فرق بين الخطأ والفشل، حيث أن الخطأ هو فعل والفشل هو نتيجة هذا الفعل. الفعل الخاطئ يقود لنتيجة خاطئه والعكس صحيح.

المرحلة الثانية: عند الوقوع في الخطأ وتشمل:
١- الإعتراف بالخطأ وتحديده وتقبله.
٢- تحمل المسؤولية ولا تلقي اللوم على نفسك أو على غيرك، اللوم في هذه الحالة لن يصحح شيء بل يزيد الأمر سوءً.
٣- توقف فوراً وابدأ في مرحلة التصحيح. جد طريقاً لذلك.

المرحلة الثالثة: بعد الوقوع في الخطأ وتشمل:
١- اسأل نفسك هذه الأسئلة: لماذا حصل هذا الخطأ؟ ما الذي يمكن فعله في المرة القادمة لتفادي الوقوع في الخطأ؟ ماذا تعلمت من هذا الخطأ؟ الإجابة عن هذه الأسئلة سيتيح لك المجال للتفكير بطريقة مختلفة تساعدك في تصحيح اخطاؤك.
٢- حدد ما الذي تحتاجه بالضبط لتصحيح الخطأ. هل ينقصك مهارات؟ أدوات؟ معلومات؟ علاقات؟ بحسب نوع ووقت الخطأ حاول أن تعرف ما الذي ينقصك في هذه الحالة.
٣- أطلب المساعدة، ولا تجد في نفسك الحرج من السؤال لأنه لا يوجد أحد كامل ويستطيع فعل كل شيء. قد تحتاج استشارة أو مساعدة أو تفويض. المهم لا تتردد في طلب المساعدة ممن تظنه قادر على ذلك.

إلماحات:
١- تذكر أن التحسين اليسير المستمر يقود إلى نتائج كبيرة. لابأس بالمحاولة والعمل البسيط في تصحيح المسار فهو أفضل على كل حال من عدم فعل أي شيء.
٢- أخطاؤك مصدر قوتك إذا تعلمت منها، ومصدر ضعفك إذا توقفت عندها. كن قوياً دائماً.
٣- لا تستمر في الخطأ عند علمك به. حياتك أثمن من أن تقضيها في مسار خاطئ يمكن تصحيحه. لازال هناك وقت لذلك.

في حياتنا اليومية نحتاج دائماً للتعبير عن ما يدور في داخلنا من أفكار ومشاعر. وغالباً لا نستطيع وصف الشعور الحقيقي ولذلك يغلب على وصفنا المبالغه في اختيار الألفاظ. قد يصعب وصف الحالة الشعورية التي نعيشها خصوصاً عند الحالات السلبية فتختار أقسى كلمة نعرفها مما يؤدي هذا الوصف من الشعور إلى الإعتقاد.

لتبسيط هذا المفهوم اضرب لكم هذا المثال: في حالة الغضب لسبب ما يبدأ هذا الغاضب بالتحدث مع نفسه عن هذا الشعور بكلمات سلبية تعزز هذا الغضب مثل أنا غاضب، لا أستطيع التحكم في أعصابي، سوف أنفجر غضباً ، أنا دائماً عصبي. ثم ما الذي سيحدث؟ ستؤثر هذه الكلمات على إعتقاده الشخصي عن نفسه ويربط كل حدث بسرعة غضبه وعدم السيطرة على أعصابه ثم سيتحول هذا الإعتقاد إلى فعل. أي أنه ربما يعبر عن غضبه بالصراخ أو الضرب أو أي فعل آخر سلبي.
إذاً التسلسل المنطقي هو كالتالي: كلمة سلبية تتكرر ثم شعور وإعتقاد بهذا الوصف ثم فعل.

ماذا لو كانت الكلمة إيجابية؟ سيحدث نفس التسلسل ولكن النتيجة حتماً مختلفة. ولو افترضنا أن الواقع سلبي، فمن الطبيعي أن يكون الشعور سلبي، في هذه الحالة يمكن التحكم في الكلمات مما ينعكس إيجاباً على السلوك. وفي المثال السابق بدلاً من أن تقول لنفسك أنا غاضب تستطيع القول أنا غير مرتاح، أنا لست في حال جيده، أحتاج أن أرتاح الآن وأعيد التفكير مرة أخرى. سوف تتوقف عن الشعور السلبي ولن يحدث فعل سلبي وسوف تبحث عن حل مناسب.

وفي جانب آخر، لو تأملنا في كثير من الكلمات التي نقولها لأنفسنا لوجدنها قد منتعنا من كثير من الأمور التي كان يجدر بنا فعلها. كم مره تقول لنفسك أنا لا أستطيع، أو فعل هذا الأمر صعب، كيف تحكم على نفسك بعدم القدرة أو بصعوبة الأمر مع أنك لم تجرب مره؟ بسبب هذه الكلمات قد تضيع على نفسك فرص عظيمة، ماذا لو قلت لنفسك هذا تحدي جديد أحتاج أن أخوض التجربة وأتعلم من أخطائي وأكتسب خبرة جديدة. تأكد أنك لن تكتسب هذه الخبرة لو أوقفتك كلمة لا أستطيع.

تمر بنا لحظات نفكر بأننا لسنا أكفاء أو أننا لا نستحق هذا المكان وأن فلان أفضل منا ولديه فرص أكبر وأفضل. كل هذا وهم وأفكار تافهه في مخيلتنا فقط وإنما الواقع أن فلان آمن بنفسه و ذهب إلى الفرصة وتعلم منها.

قد تتسائل كيف أغير أسلوب حديثي لنفسي وطريقة أختيار كلماتي؟ باختصار وبكل بساطة راقب كل الكلمات السلبية التي تقولها لنفسك وسجلها في ورقه خاصة أو في جوالك واجعلها على هيئة قائمة ثم اكتب أمام كل كلمة سلبية كلمة بديله عنها أقل سلبية وأكثر إيجابية ثم كررها في كل موقف يستدعي استخدامها. على سبيل المثال: استبدل خائف بمهتم و صعب بتحدي. وقس على ذلك جميع الكلمات التي تمر بذهنك وكيف يمكنك استبدالها.

ما رأيك أن تنتقل لمستوى أعلى من التفكير؟ اكتب الكلمات الجيدة التي تصف بها حالاتك المتوسطه أو فوق المتوسطة واستبدلها بكلمات أكثر حماس وقوة، مثلاً بديلاً عن جيد استخدم كلمة ممتاز وطيب برائع وسعيد بقمة السعادة. اسرد جميع كلماتك الجيدة واستبدلها بكلمات أكثر جمالاً وسعادة وستجد إنعكاس ذلك على مستوى تفكيرك وأفعالك. سوف ترى الأمور بمنظار مختلف تماماً عما كنت عليه.

وتذكر دائماً أن الكلمة التي تقولها للآخرين تؤثر فيهم سلباً أو إيجاباً، والكلمة التي تقولها لنفسك تأثيرها عليك أضعاف أضعاف ذلك.

الخوف حالة عاطفيه تحصل للإنسان نتيجة لموقف معين أو لإعتقاد معين تبناه من تلقاء نفسه أو من مؤثر خارجي. وقبل ذلك يولد الإنسان خالي تماماً من مشاعر الخوف ومع مرور الأيام والتقدم في العمر يتشكل الخوف في ذهن الإنسان ثم يكبر حتى يسيطر على تفكيره فينتقل ذلك إلى سلوكه.

قد لا يخلو إنسان من حالة خوف مرت به في مراحل عمره وهذا أمر طبيعي لأنه كما تقدم حالة شعوريه تبدأ صغيرة وإما أن يكبرها التفكير حتى ترسخ وإما أن يصغرها فتختفي حتى تأتي حاله أخرى، فهي حالة تتكرر على الإنسان طيلة حياته ولكن هناك من يتلبسه الخوف حتى يؤثر على مسيرته في حياته وهناك من يعالجه حتى يزول.

ولكي يتضح هذا المفهوم أكثر فإن الخوف ثلاثة أنواع كما وضحت ذلك الكاتبة (Sharon Pearson) : الخوف بأن لا تكون مقبول عند الآخرين - الخوف من عدم القدرة - الخوف من عدم الإنتماء. معظم أسباب الخوف لا تخرج عن أحد هذه المصادر. والخوف عندما يصبح فكرة تسيطر على عقل الإنسان تمنعه من أن التقدم في حياته أو ضياع فرص هو أولى بها، على سبيل المثال حينما يعتقد الإنسان أنه غير مقبول لدى الآخرين إما لشكله أو لونه أو مستوى تعليمه أو لأي سبب كان فإنه يشعر أنه أقل من الآخرين وليس جدير بأن يتعامل معهم وقد لا يجد الحب والحفاوة والتقدير، والنتيجة المحتمله في هذه الحالة هي فقدان الثقة بنفسه وربما يختار العزلة بديل عن المشاركة والتفاعل مع الناس. قد يكون هذا الاعتقاد لديه فقط بينما الآخرين لا يشعرون بذلك تجاهه وربما أبدى ذلك بعضهم (وهنا يكون مؤثر خارجي) ولكن بكل تأكيد ليس كل الناس حوله كذلك. والحال كذلك عند الخوف من عدم القدرة على العمل في مجال معين أو عدم القدرة في التعامل مع الطرف المقابل أو غيرها من المعتقدات التي تتعلق بعدم الكفاءة، وقد تجد أن قرار عدم الكفاءة صادر من مخليته وهو لم يجرب قط!. وفي الحالة الأخيرة التي تتعلق بالخوف من عدم الإنتماء، يحدث هذا عندما يكون الفرد عضو في مجموعه عمل أو علاقه اجتماعية حينما يرى نفسه في مكان غير مناسب بينهم أو أنه أقل منهم قدره في التواصل أو يختلف عنهم في الطباع، فينعكس ذلك على سلوكه فيصبح أقل عطاءً وأكثر تشتتاً وخوفاً.

ولكي نتخلص من هذه المخاوف علينا أن نعيها ونفهمها أولاً ونعلم مسبباتها وهذا هدفي من هذا المقال، وبعد أن نعيها نسعى جاهدين لمواجهة هذه المخاوف ومعالجتها بأنفسنا أو بمساعدة من نظنه قادر على ذلك حتى لا تكبر ونخسر الاستمتاع بعيش حياة طبيعية خالية من الخوف.

من التفكير إلى التنفيذ في خمس مراحل

المرحلة الأولى: الوعي
في هذه المرحلة تحدد أهمية هذه الفكرة ومنشؤها وسببها وما الذي قد يحدث في حال نجاح تنفيذها. وتعي مدى إيمانك وعزيمتك وإصرارك وما الذي تعتقده عن نفسك وعن فكرتك، وكذلك تحدد بالضبط ماهي أهدافك وقيمك التي تسعى لتحقيقها. وايضاً تحدد امكانياتك والقدرات التي لديك و نقاط القوة والضعف لديك تجاه هذه الفكرة. ويجب أن تكون الرؤيه واضحه أمامك قدر الإمكان.

المرحلة الثانية: التخطيط
هنا تحدد كل شيء بالتفصيل، يجب أن تعرف ماهي مصادرك وماهو متاح لديك وماذا تحتاج وماهي الأوجه الأخرى التي تحتاج أن تكتشفها وتلم بها. وتتعرف في هذه المرحلة على الحالة المثالية التي تسعى لتحقيقها وماهي الحدود والمعوقات التي قد تواجهك. ثم ترسم خطتك بوضوح وطريقة تنفيذها وجميع الخطوات بالتفصيل التي تساعدك في الوصول إلى أهدافك التي وضعتها في المرحلة الأولى.

المرحلة الثالثة: التطبيق
عند الانتهاء من التخطيط تبدأ بالتنفيذ وهنا يجب أن تراعي ما الذي فعلته سابقاً وهل يتوافق مع خطتك. وسوف تكتشف مع مرور الوقت والتقدم بالتنفيذ مدى سلاسه ونجاح خطتك وتعود من وقت لآخر للتعديل والتحسين حتى تجد أنك في وضع مثالي يحقق لك أهدافك. كما أن إلتزامك بالخطه يتيح لك معرفة وقياس التقدم في التنفيذ والتعرف على كيفية العمل واكتساب الخبرة والتعلم.

المرحلة الرابعة: التشارك
ويقصد بالتشارك هو مشاركة الناس في المشروع من خلال تلقي ملاحظاتهم أو على الناحية الأخرى إفادتهم بما نفذت خلال هذه المراحل. وهنا يأتي دور العائلة أو الأصداقاء أو المدراء أو المسؤولين في مشاركتهم من خلال الدعم المعنوي أو بحسب طبيعة المشروع الذي تعمل عليه وبحسب احتياجك لهم. وقد تحتاج هنا إلى دعم آخر مثل استشارة المختصين.

المرور بهذه المراحل والوعي بها يساعد كثيراً في تحقيق الطموحات وانتقال الرغبات من مجرد أمنيات إلى واقع محقق. وارجو أن لا يفهم من هذا المقال أنه مخصص في مجال الأعمال فقط لورود كلمات مثل (أعمال- مشروع - تخطيط - مراحل -…) بل المقصد الرئيسي والهدف الأساسي من هذا المقال هو حياتك أنت. لأنك تحتاج أن ترسم أهدافك الشخصية وتؤمن بها وتعتقد أنك قادر على تحقيق أحلامك ثم تنتقل بحلمك هذا إلى واقع التنفيذ بالتفكير الصحيح والتخطيط السليم وتطبق هذه الخطط وتشارك من حولك إما بالتنفيذ أو الدعم أو بالاستشارة وتستمر بالمحاولة حتى تحقق ما كنت ترجو.

المرحلة الخامسة: الاستمرار في المحاولة!

كثير ما نقرأ في الكتب والمقالات أو نسمع للمتحدثين التحفيزيين وهم يقولون أبدأ الآن، حقق حلمك، انطلق في تحقيق أهدافك وغيرها من العبارات الرائعة المحفزه. نعم هي محفزه وضرورية لكن أقول لك لا تبدأ الآن بل ابدأ في الوقت الصحيح.
الوقت الصحيح هو عندما تكون جاهز بدرجة مقبوله، غير منطقي أن تبدأ في مشروع أو عمل جديد أو نشاط علمي أو اجتماعي دون أي تحضير مسبق وفي نفس الوقت لن تبدأ إذا كنت تنتظر أن تكون جاهز ١٠٠٪ للمشروع الذي تنوي فعله.
كم مر بك أفكار ومشاريع وفرص لم تتقدم في تحقيقها بسبب أنك تشعر آنك غير ملم بها تماماً؟ وكم من فكرة أو مبادرة انطلقت في ممارستها بحماس دون أن تفهم أبجديات العمل فيها؟
انطلق بحماس عندما تملك رؤية واضحه وقناعة تامة ودراسة لما أنت مقدم عليه، وتنبه إلى أمر مهم وهو أنك لن تصل إلى الكمال أو للنضوج أبداً قبل أن تبدأ والسبب بكل بساطه أن العلم يتقدم بشكل متسارع والأعمال تتطور والعالم من حولك مليء بالمبادرات والمشاريع والأفكار فلن ينتظرك أحد ولن ينظر إليك أحد مالم تبادر وتنطلق في مشروعك أين كان. وفي ذات الوقت استمر في التعلم في كل لحظة وكل يوم والتعليم هنا لا يعني الشهادة الجامعية أو الدراسات العليا إطلاقاً فما هي إلا نوع واحد أو مسار من مسارات التعليم في الحياة. تعلم من أدائك من خلال ملاحظتك ومن خلال التجربة والممارسة والمشاهدة، تعلم من زملائك وممن سبقك في المجال، تعلم بالقراءة والبحث، تعلم بالمحاكاة ومتابعة الناجحين. ولا تنسى أحد أهم ممارسات التعلم وهو السؤال، اسأل أصحاب التجارب والخبرات، بل اجعل طريقة تفكيرك مبنيه على التساؤل دائماً. رب سؤال يفتح به أفاق من الأفكار والمشاريع.
جزء من التكوين البشري للإنسان هو الخطأ لذلك أياك أن تخشى الأخطاء وتتجنبها. بقدر ما تخطئ تتعلم أكثر وتزيد خبرتك، وكلما كثرت أخطاؤك في البدايات قلت في النهايات وأصبح عملك أكثر إتقاناً. فكيف تخطئ مالم تبدأ؟ وكيف تبدأ وتخطئ مالم يكن لديك أساس؟
اجمع بين العلم النظري والتطبيق العملي، تعلم الأساسيات وافهمها ثم طبقها. تدريجياً ستجد نفسك أكثر ثقة وإيمان بقدراتك ومهاراتك التي أكتسبتها من خلال رصيد من التعلم والتطبيق في مسارين متوازيين طوال سنين حياتك في تجاربك المختلفة.
انفتح على العالم، اطلع على تجارب من سبقك، احط نفسك بأصحاب الهمم العالية والتجارب الناجحة. تقبل النصح واطلب الإستشارة.
وبعد كل هذا أقول لك أبدا الآن وارجوك لا تتأخر….

تقدم شاب لخطبة ابنة الامبراطور، فأشترط عليه شرط واحد فقط لكي يوافق على زواجه من ابنته. وشرطه هو أن يحضر له ذيل ثور من أحد الثيران الثلاثة الذين يسدخلهم عليه. وافق على ذلك وادخل عليه الثور الأول فوجده كبير وضخم تنحى عنه جانباً حتى مر وطلب الثور الثاني فإذا به ضخم جداً جداً تركه يمر وانتظر الثور الثالث…..

لو سألتك أخي القارئ كم فرصة مرت بك ولم تستغلها؟ كم فكرة جالت في خاطرك ولم تنفذها؟ ربما تكون عشرات بل مئات الفرص والأفكار التي مرت دون أن تستغل بالشكل الصحيح.

والفرق بيننا وبين الناجحين البارزين هو في استغلال الفرص فقط. والفرص كثيرة جداً من حولنا أكثر مما نتخيل ولكن علينا أن نبدأ بالفرص التي حولنا كما يقول جيري جونس: “ لا تبحث عن الفرص البعيدة قبل أن تنتهي تماماً من استغلال جميع الفرص التي بين يديك”.

والناس في استغلال الفرص أربعة أنواع وهم:
الأول: من تمر عليه الفرص ثم الفرصة ثم الفرصة ولا يتسغلها ولا يحرك ساكاناً ولا يتقدم خطوة واحدة أبداً
والثاني: من ينتظر الفرصة تأتيه وهذا الشخص يعيش وهم الحظ يعتقد أن الحظ هو من يصنع النجاح وهذا مفهوم خاطئ جداً عن الحظ. بل الفرصة لن تأتي إلا لمن استعد لها.
والثالث: من يبحث عن الفرصة، وهذا مثل الملياردير الصيني جاك ما وقصته مشهورة وطويلة نذكر منها محاولاته العديدة للحصول على الهجرة إلى امريكا حيث تجاوزت ١٦ محاولة ولكنه فشل فيها كلها ثم تقدم للجامعات الأمريكية لغرض الدراسة ٣٠ مرة ولم يقبل، وتقدم للعمل في كنتاكي الذي في مدينته مع ٣٠ متقدم جميعهم قبلوا إلا هو. حاول أن يبدأ بالعمل في التجارة مرات عدة وكان يفشل في كل مرة إلى أن بدأ مشروع اي باي الشبيه بموقع الأمازون وبعده موقع علي بابا للتجارة الإلكترونية واستمر يحقق نجاحات في ١١ سنة أصبح ملياردير ومن أغنى أغنياء العالم.
والرابع: من يصنع الفرص مثل الفلاح الهندي الذي اشترى مزرعة ووجدها مليئة بالثعابين والعقارب فحولها إلى معمل لاستخراج السموم.

السر أخي القارئ هو في استغلال الفرص ولن تستطيع استغلالها إلا إذا أحسنت الاستعداد لها ولتقريب هذا المعنى اضرب لك مثال الصياد الذي عندما أراد الصيد ذهب إلى البحر ووقف أمامه وانتظر السمك يأتيه لكي يصطاده!! أيعقل هذا؟؟
أم أنه يجب عليه أن يحضر عدة الصيد كاملة من شباك وسنارة وطعم وكامل الأدوات ويختار الوقت والزمان والمكان والأجواء المناسبة ثم يذهب ويصطاد ويخرج بالسمك الكثير الوفير ويبيعة ليتكسب من ثمنه…

تماماً هي كذلك الفرص والاستعداد لها وهنا أضع بين يديك بعض الخطوات التي يجب عليك عملها لكي تكون مستعد للفرصة حينما تأتي ومنها:
١- كتابة خطة واضحة وأهداف محددة ورسم مسار واضح المعالم لما تريد أن تكون عليه.
٢- الثقة بقدراتك واكتشافها وتنميتها.
٣- مواجهة المخاوف والقضاء على التردد.
٤- امتلاك المعرفة.
٥- بناء العلاقات وتوطيدها وتوسيعها.
٦- المحاولة وتكرار المحاولة وعدم اليأس.
٧- التفكير بطريقة ماذا لو؟ وليس بطريقة لماذا؟.

وتذكر دائماً أن الحياة قصيرة جداً ويجب عليك استغلال الفرص لأنها قد لا تتكرر. وإذا فشلت مرة واثنتين وثلاث استمر في المحاولة فإنك حتماً سنتجح بإذن الله فهناك شيءً أفضل ينتظرك دائماً.

نعود لقصة الشاب؛ عندما دخل عليه الثور الأول وجده كبير والثور الثاني ضخم جداً وقرر انتظار الثور الثالث فلما دخل عليه وجده نحيل وضعيف جداً فرح وصعد فوقه واتجه إلى الخلف فلم يجد له ذيل!!!

وأنت ماذا عنك؟ هل ستواجه الثور الأول؟ أم تنتظر الثور الثالث؟

أهلاً بك قبل كل شيء مجرد وصولك إلى هنا دليل جديتك ورغبتك في أن تستفيد من حضورك للدورة التدريبية ولعل هذا المقال يزيد إلى معلوماتك ويجعلك تستفيد أقصى ما يمكن من الدورة التي تحضرها…
وحتى تستفيد من الدورة التي تحضرها تأكد من أنك سجلت في الدورة المناسبة لك وندعوك لقراءة المقال (تعرف على الأسباب الخمسة للإلتحاق بدورة تدريبية) لكي تتأكد أنك في الدورة المناسبة، هذا في مرحلة قبل بداية الدورة.
أما عند بداية الدورة التدريبية فإن المدربين طرقهم مختلفة في إدارة الدورة التدريبية فيما يتعلق بطريقة تقديم الدورة ومدى إستفادة المتدرب منها. حيث أن هناك دورات تهتم بالجانب التطبيقي المهاري ودورات يغلب عليها الجانب المعلوماتي، بالإضافة إلى الدورات القصيرة والطويلة ودورات التي تقدم عن طريق الانترنت وغيرها من الأنماط التدريبية المختلفة. ولعلي هنا أتطرق لبعض الطرق العامة للإستفادة من الدورة التدريبية التي تحضرها أياً كانت طريقة التدريب.
احضر معك دفتر ملاحظات وسجل الفوائد التي تتلقاها من المدرب بل حتى ما يطرحه زملائك المتدربين من ملاحظات ومعلومات في موضوع الدورة. استفد من وجود مدرب خبير ولا تتردد من السؤال عما يشكل عليك وذلك في الأوقات المخصصة للنقاش أو في أوقات الاستراحات طوال مدة الدورة التدريبية.
بعد ذلك لابد من مراجعة المعلومات وتطبيق المهارات المكتسبة مباشرة وعلى مراحل بحيث أن تبدأ بتطبيق ما تحتاج إليه أول بأول وممارسته في عملك وحياتك. يذكر أن ٧٠٪‏ من تطوير الأفراد في المنظمات يكون بسبب التدريب وتطبيق وممارسة المهارات والاستفادة من المعلومات التي يتلقونها الموظفين من الدورات. لذلك لا تستهين أبداً بما تتعلمه وكذلك لا تهمل أو تنسى ما تلقيته في الدورة التدريبية.
وهنا اطرح سؤالاً: هل حضورك للدورة التدريبية يعني أنك الآن مؤهل تأهيلاً كاملاً وملم بكل موضوع الدورة التدريبية؟ طبعاً لا…
لابد لك من زيادة معلوماتك وتحديثها بالقراءة والاطلاع حول موضوع الدورة، وممارسة المهارات التي تعلمتها وتطويرها واكتساب مهارات متقدمة ولذلك بحضور دورات أخرى في المجال والسعي للوصول إلى أحدث ما وصل إليه الآخرون حتى تكون خبير ومتميز في مجالك. وتذكر دائماً أن الحياة في تسارع وأن العلوم والمعارف تتطور وهذا يتحتم علينا أن نواكبها وأن نسعى لأن نكون أشخاص فاعلين نحدث الفرق في منظماتنا بل في حياتنا.

من خلال علمي في مجال التدريب سابقاً، كثيراً ما أسأل ما هي الدورات التي لديكم؟ وبأي دورة ألتحق؟ وما هي أفضل دورة تدريبية وغيرها من الأسئلة….
فأقول للسائل المهم هو أنت ماذا تريد وأي دورة تحتاج وأي دورة تختار؟
ولعل مثل هذه الأسئلة تقودنا للحديث عن أهم الأسباب للإلتحاق أو التسجيل بدورة تدريبية:
أولاً: الإلتحاق بالدورة من أجل التطوير الذاتي (الشخصي) كأن تكون محب لمجال معين وتحتاج أن تطور مهاراتك فيه مثل برامج الحاسوب أو في مهارات الإلقاء والتواصل ونحو ذلك.
ثانياً: الإلتحاق بدورة معينة من أجل تطوير مهارات وظيفية، مثل أن تكون تعمل في قسم الموارد البشرية وتحتاج مهارات أو معلومات محددة في هذا المجال لتطوير أداءك الوظيفي أو الحصول على ترقية في العمل. أو أن تكون مالك لشركة وتحتاج لمهارات قيادية وتنفيذية وغير ذلك من الحاجات الخاصة لكل متدرب حسب مجاله المهني.
ثالثاً: أن تكون تعمل في منظمة ما وهذه المنظمة أضافت لك مهام جديدة أو تمت ترقيتك أو تغيير عملك وهذا العمل يحتاج إلى تدريب معين يدفعك للإلتحاق بدورة تدريبية تخصصية من أجل إكسابك المهارات الخاصة بهذا العمل الجديد. وذلك بتكليف من جهة العمل أو بدافع شخصي منك.
رابعاً: الحصول على وظيفة أو الإنتقال إلى وظيفة أفضل. هذا سبب شائع للإلتحاق بالدورة تدريبية تضاف إلى المؤهلات الدراسية وتدعم الخبرات الوظيفية للحصول على عمل مناسب وزيادة الدخل المادي وتحسين الوضع الاجتماعي.
خامساً: حب التعلم المستمر وحصول المعرفة والشغف الدائم الذي يمنحك اتقاد الذهن وتوسع المدارك الذي لا يحده عمر ولا ظروف. عرفت ذلك وشاهدته عدة مرات أحدها عندما كنت أدرس في الخارج كان يدرس معي رجل جاوز الستين جاء من بلد بعيد يجلس بجوار شباب بعمر أبناءه، ولما سألناه عن السبب قال حب التعلم واستكشاف ثقافة جديدة ولغة جديدة. وفي قصة أخرى هنا في الرياض في إحدى الدورات التي شاركت فيها كان معي متدرب دكتور وصاحب شركات، وفي أثناء التعارف قال أنه إلتحق بالدورة من أجل المعرفة والتعلم الدائم. ولا شك أن لديك أخي القارئ قصص كثيرة مشابهة.

هل هذه الأسباب كافية للإلتحاق بدورة تدريبية؟ في اعتقادي نعم وهي أسباب شائعة ومتكررة لدى كثير من شرائح المجتمع. ولكنها ليست كل الأسباب فربما لديك سبب آخر لم أذكره.

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله…

إن من سنن الحياة التقلب والتبدل وتغير الأحوال، لا شيء يدوم وما من شيء إلا ويفنى… ولله الحكمة من قبل ومن بعد…

كنت ولا أزال مطلع على كثير من أحوال الناس، فأجد منهم الساخط ومنهم المتألم والآسي والمضطرب والقلق ومنهم من يمر بضيق مادي أو وظيفي أو اجتماعي أو نفسي إلى غير ذلك من أحوال الناس التي لا تنقضي…

طبعاً لا يعني هذا أن هناك من يعيش في سعادة وهناء، اسأل الله أن يزيدهم من فضله… لكني لا أعنيهم هنا في مقالي هذا…

هنا أود أن أتطرق إلى جزئيه بسيطة في هذ الموضوع الذي أعلم تماماً أنه لا يكفيه مقال متواضع من مثلي. بل أنه يشغل المختصين والمستشارين والمصلحين الذين لهم باع طويل في حل المشكلات الشخصية والاجتماعية…

ما أود قوله هنا أن الحياة أوسع وأشمل وأكبر مما نتصوره ومما يخيل لنا، بل نحن الذين نضع الحدود لأنفسنا ونضيق الخناق على أنفسنا دون أن نشعر بذلك…

كيف والعالم رحب فسيح جدا… ولو تأملنا قليلاً لوجدنا صنوف وألوان وأنواع من كل شيء… بل حتى في تنوع الطبيعة الجغرافية والمناخية وكذلك الأجناس والناس والبلدان والأزمان… وهذا دلاله على أن هناك خيرات كثيرة…

قرأت ذات ليله أن مهندساً أصبح إعلامياً مشهوراً وأن صانع أحذيه أصبح عالماً فذاً وأن معلماً أصبح تاجراً مشهوراً والقائمة تطول….

وذاك يترك بلده يبحث عن لقمة العيش فيعود بالخير الوفير، وآخر يترك وظيفته ويعمل على سيارته، وآخر يكمل دراسته، وغيره يقطع دراسته ليعمل…

تأملت ذلك فأيقنت لو أن هذا أقتنع بوضعه الحالي وأصر على أن يعمل به وحصر نفسه في هذا المجال لما أصبح ما أصبح!!

هذا على سبيل المثال في مجال الوظيفة والعمل. وأما في مجالات الحياة الأخرى الاجتماعية كانت أو الدعويه، ففيها من القصص والوقائع ما هو أغنى وأكثر…

هذه دعوة بكل بساطه إلى التأمل وسعة التفكير وأن نعطي أنفسنا مجال أكبر للبحث والإطلاع وعدم تضييق خناق التفكير وحصر الذات في دائرة صغيرة قد تؤدي إلى الهلاك…

اليوم وأنا أقلب هاتفي الذكي بكل إعتزاز وأعتقد في نفسي أنني لا أستطيع التخلي عنه! بل أنه أصبح جزء أساسي في حياتي اليوميه.

في هذه الأثناء تبادر إلى ذهني مقال كتبته قديماً بعنوان (سيارته غير!) صورت فيه بعض صور أصحاب السيارات وأختلاف أهتماماتهم وختمته بهذه الجملة: (سيارته غير لأنه أستثمرها في الحفاظ على وقته، وليس هذا فحسب بل ليستفيد من كل لحظه ضائعة.)

أما الآن فالتقنية الحديثه والحياة المتسارعه بشكل يضطرك إلى أن تكون على رتم أسرع وأن تحاول أن تفي ببعض متطلبات الحياة التي تقضي على الوقت، وفي ظل عدم إجادة أغلب الناس إلى مفهوم إدارة الوقت وتنظيم الحياة بشكل يتيح لهم تنمية القدرات أو ممارسة الهوايات أو إنجاز بعض الأعمال الأخرى. تأتي هذه التقنيات لتحوي لنا كل شيء، لنضعه في جيوبنا!!

أو على الأقل مساعدتك في جدولة أعمالك، قراءة الكتب، سماع المفيد من المقاطع الصوتيه، وأخرى مرئيه، والإطلاع على الأخبار، وتصفح البريد الإلكتروني، … والقائمة تطول وتطول…

هنا يجدر بنا أن نميز أجهزتنا هذه، وتميزها دليل تميزنا وهذه ليست عبارة تسويقيه بقدر ماهي دعوة للإستفادة من هذه التقنيات الرائعة والتي تعد من نعم الله علينا.

فهل نعي ذلك حقاً!

الصفحة التالية »