كشكول


الخوف حالة عاطفيه تحصل للإنسان نتيجة لموقف معين أو لإعتقاد معين تبناه من تلقاء نفسه أو من مؤثر خارجي. وقبل ذلك يولد الإنسان خالي تماماً من مشاعر الخوف ومع مرور الأيام والتقدم في العمر يتشكل الخوف في ذهن الإنسان ثم يكبر حتى يسيطر على تفكيره فينتقل ذلك إلى سلوكه.

قد لا يخلو إنسان من حالة خوف مرت به في مراحل عمره وهذا أمر طبيعي لأنه كما تقدم حالة شعوريه تبدأ صغيرة وإما أن يكبرها التفكير حتى ترسخ وإما أن يصغرها فتختفي حتى تأتي حاله أخرى، فهي حالة تتكرر على الإنسان طيلة حياته ولكن هناك من يتلبسه الخوف حتى يؤثر على مسيرته في حياته وهناك من يعالجه حتى يزول.

ولكي يتضح هذا المفهوم أكثر فإن الخوف ثلاثة أنواع كما وضحت ذلك الكاتبة (Sharon Pearson) : الخوف بأن لا تكون مقبول عند الآخرين - الخوف من عدم القدرة - الخوف من عدم الإنتماء. معظم أسباب الخوف لا تخرج عن أحد هذه المصادر. والخوف عندما يصبح فكرة تسيطر على عقل الإنسان تمنعه من أن التقدم في حياته أو ضياع فرص هو أولى بها، على سبيل المثال حينما يعتقد الإنسان أنه غير مقبول لدى الآخرين إما لشكله أو لونه أو مستوى تعليمه أو لأي سبب كان فإنه يشعر أنه أقل من الآخرين وليس جدير بأن يتعامل معهم وقد لا يجد الحب والحفاوة والتقدير، والنتيجة المحتمله في هذه الحالة هي فقدان الثقة بنفسه وربما يختار العزلة بديل عن المشاركة والتفاعل مع الناس. قد يكون هذا الاعتقاد لديه فقط بينما الآخرين لا يشعرون بذلك تجاهه وربما أبدى ذلك بعضهم (وهنا يكون مؤثر خارجي) ولكن بكل تأكيد ليس كل الناس حوله كذلك. والحال كذلك عند الخوف من عدم القدرة على العمل في مجال معين أو عدم القدرة في التعامل مع الطرف المقابل أو غيرها من المعتقدات التي تتعلق بعدم الكفاءة، وقد تجد أن قرار عدم الكفاءة صادر من مخليته وهو لم يجرب قط!. وفي الحالة الأخيرة التي تتعلق بالخوف من عدم الإنتماء، يحدث هذا عندما يكون الفرد عضو في مجموعه عمل أو علاقه اجتماعية حينما يرى نفسه في مكان غير مناسب بينهم أو أنه أقل منهم قدره في التواصل أو يختلف عنهم في الطباع، فينعكس ذلك على سلوكه فيصبح أقل عطاءً وأكثر تشتتاً وخوفاً.

ولكي نتخلص من هذه المخاوف علينا أن نعيها ونفهمها أولاً ونعلم مسبباتها وهذا هدفي من هذا المقال، وبعد أن نعيها نسعى جاهدين لمواجهة هذه المخاوف ومعالجتها بأنفسنا أو بمساعدة من نظنه قادر على ذلك حتى لا تكبر ونخسر الاستمتاع بعيش حياة طبيعية خالية من الخوف.

من التفكير إلى التنفيذ في خمس مراحل

المرحلة الأولى: الوعي
في هذه المرحلة تحدد أهمية هذه الفكرة ومنشؤها وسببها وما الذي قد يحدث في حال نجاح تنفيذها. وتعي مدى إيمانك وعزيمتك وإصرارك وما الذي تعتقده عن نفسك وعن فكرتك، وكذلك تحدد بالضبط ماهي أهدافك وقيمك التي تسعى لتحقيقها. وايضاً تحدد امكانياتك والقدرات التي لديك و نقاط القوة والضعف لديك تجاه هذه الفكرة. ويجب أن تكون الرؤيه واضحه أمامك قدر الإمكان.

المرحلة الثانية: التخطيط
هنا تحدد كل شيء بالتفصيل، يجب أن تعرف ماهي مصادرك وماهو متاح لديك وماذا تحتاج وماهي الأوجه الأخرى التي تحتاج أن تكتشفها وتلم بها. وتتعرف في هذه المرحلة على الحالة المثالية التي تسعى لتحقيقها وماهي الحدود والمعوقات التي قد تواجهك. ثم ترسم خطتك بوضوح وطريقة تنفيذها وجميع الخطوات بالتفصيل التي تساعدك في الوصول إلى أهدافك التي وضعتها في المرحلة الأولى.

المرحلة الثالثة: التطبيق
عند الانتهاء من التخطيط تبدأ بالتنفيذ وهنا يجب أن تراعي ما الذي فعلته سابقاً وهل يتوافق مع خطتك. وسوف تكتشف مع مرور الوقت والتقدم بالتنفيذ مدى سلاسه ونجاح خطتك وتعود من وقت لآخر للتعديل والتحسين حتى تجد أنك في وضع مثالي يحقق لك أهدافك. كما أن إلتزامك بالخطه يتيح لك معرفة وقياس التقدم في التنفيذ والتعرف على كيفية العمل واكتساب الخبرة والتعلم.

المرحلة الرابعة: التشارك
ويقصد بالتشارك هو مشاركة الناس في المشروع من خلال تلقي ملاحظاتهم أو على الناحية الأخرى إفادتهم بما نفذت خلال هذه المراحل. وهنا يأتي دور العائلة أو الأصداقاء أو المدراء أو المسؤولين في مشاركتهم من خلال الدعم المعنوي أو بحسب طبيعة المشروع الذي تعمل عليه وبحسب احتياجك لهم. وقد تحتاج هنا إلى دعم آخر مثل استشارة المختصين.

المرور بهذه المراحل والوعي بها يساعد كثيراً في تحقيق الطموحات وانتقال الرغبات من مجرد أمنيات إلى واقع محقق. وارجو أن لا يفهم من هذا المقال أنه مخصص في مجال الأعمال فقط لورود كلمات مثل (أعمال- مشروع - تخطيط - مراحل -…) بل المقصد الرئيسي والهدف الأساسي من هذا المقال هو حياتك أنت. لأنك تحتاج أن ترسم أهدافك الشخصية وتؤمن بها وتعتقد أنك قادر على تحقيق أحلامك ثم تنتقل بحلمك هذا إلى واقع التنفيذ بالتفكير الصحيح والتخطيط السليم وتطبق هذه الخطط وتشارك من حولك إما بالتنفيذ أو الدعم أو بالاستشارة وتستمر بالمحاولة حتى تحقق ما كنت ترجو.

المرحلة الخامسة: الاستمرار في المحاولة!

تقدم شاب لخطبة ابنة الامبراطور، فأشترط عليه شرط واحد فقط لكي يوافق على زواجه من ابنته. وشرطه هو أن يحضر له ذيل ثور من أحد الثيران الثلاثة الذين يسدخلهم عليه. وافق على ذلك وادخل عليه الثور الأول فوجده كبير وضخم تنحى عنه جانباً حتى مر وطلب الثور الثاني فإذا به ضخم جداً جداً تركه يمر وانتظر الثور الثالث…..

لو سألتك أخي القارئ كم فرصة مرت بك ولم تستغلها؟ كم فكرة جالت في خاطرك ولم تنفذها؟ ربما تكون عشرات بل مئات الفرص والأفكار التي مرت دون أن تستغل بالشكل الصحيح.

والفرق بيننا وبين الناجحين البارزين هو في استغلال الفرص فقط. والفرص كثيرة جداً من حولنا أكثر مما نتخيل ولكن علينا أن نبدأ بالفرص التي حولنا كما يقول جيري جونس: “ لا تبحث عن الفرص البعيدة قبل أن تنتهي تماماً من استغلال جميع الفرص التي بين يديك”.

والناس في استغلال الفرص أربعة أنواع وهم:
الأول: من تمر عليه الفرص ثم الفرصة ثم الفرصة ولا يتسغلها ولا يحرك ساكاناً ولا يتقدم خطوة واحدة أبداً
والثاني: من ينتظر الفرصة تأتيه وهذا الشخص يعيش وهم الحظ يعتقد أن الحظ هو من يصنع النجاح وهذا مفهوم خاطئ جداً عن الحظ. بل الفرصة لن تأتي إلا لمن استعد لها.
والثالث: من يبحث عن الفرصة، وهذا مثل الملياردير الصيني جاك ما وقصته مشهورة وطويلة نذكر منها محاولاته العديدة للحصول على الهجرة إلى امريكا حيث تجاوزت ١٦ محاولة ولكنه فشل فيها كلها ثم تقدم للجامعات الأمريكية لغرض الدراسة ٣٠ مرة ولم يقبل، وتقدم للعمل في كنتاكي الذي في مدينته مع ٣٠ متقدم جميعهم قبلوا إلا هو. حاول أن يبدأ بالعمل في التجارة مرات عدة وكان يفشل في كل مرة إلى أن بدأ مشروع اي باي الشبيه بموقع الأمازون وبعده موقع علي بابا للتجارة الإلكترونية واستمر يحقق نجاحات في ١١ سنة أصبح ملياردير ومن أغنى أغنياء العالم.
والرابع: من يصنع الفرص مثل الفلاح الهندي الذي اشترى مزرعة ووجدها مليئة بالثعابين والعقارب فحولها إلى معمل لاستخراج السموم.

السر أخي القارئ هو في استغلال الفرص ولن تستطيع استغلالها إلا إذا أحسنت الاستعداد لها ولتقريب هذا المعنى اضرب لك مثال الصياد الذي عندما أراد الصيد ذهب إلى البحر ووقف أمامه وانتظر السمك يأتيه لكي يصطاده!! أيعقل هذا؟؟
أم أنه يجب عليه أن يحضر عدة الصيد كاملة من شباك وسنارة وطعم وكامل الأدوات ويختار الوقت والزمان والمكان والأجواء المناسبة ثم يذهب ويصطاد ويخرج بالسمك الكثير الوفير ويبيعة ليتكسب من ثمنه…

تماماً هي كذلك الفرص والاستعداد لها وهنا أضع بين يديك بعض الخطوات التي يجب عليك عملها لكي تكون مستعد للفرصة حينما تأتي ومنها:
١- كتابة خطة واضحة وأهداف محددة ورسم مسار واضح المعالم لما تريد أن تكون عليه.
٢- الثقة بقدراتك واكتشافها وتنميتها.
٣- مواجهة المخاوف والقضاء على التردد.
٤- امتلاك المعرفة.
٥- بناء العلاقات وتوطيدها وتوسيعها.
٦- المحاولة وتكرار المحاولة وعدم اليأس.
٧- التفكير بطريقة ماذا لو؟ وليس بطريقة لماذا؟.

وتذكر دائماً أن الحياة قصيرة جداً ويجب عليك استغلال الفرص لأنها قد لا تتكرر. وإذا فشلت مرة واثنتين وثلاث استمر في المحاولة فإنك حتماً سنتجح بإذن الله فهناك شيءً أفضل ينتظرك دائماً.

نعود لقصة الشاب؛ عندما دخل عليه الثور الأول وجده كبير والثور الثاني ضخم جداً وقرر انتظار الثور الثالث فلما دخل عليه وجده نحيل وضعيف جداً فرح وصعد فوقه واتجه إلى الخلف فلم يجد له ذيل!!!

وأنت ماذا عنك؟ هل ستواجه الثور الأول؟ أم تنتظر الثور الثالث؟

أهلاً بك قبل كل شيء مجرد وصولك إلى هنا دليل جديتك ورغبتك في أن تستفيد من حضورك للدورة التدريبية ولعل هذا المقال يزيد إلى معلوماتك ويجعلك تستفيد أقصى ما يمكن من الدورة التي تحضرها…
وحتى تستفيد من الدورة التي تحضرها تأكد من أنك سجلت في الدورة المناسبة لك وندعوك لقراءة المقال (تعرف على الأسباب الخمسة للإلتحاق بدورة تدريبية) لكي تتأكد أنك في الدورة المناسبة، هذا في مرحلة قبل بداية الدورة.
أما عند بداية الدورة التدريبية فإن المدربين طرقهم مختلفة في إدارة الدورة التدريبية فيما يتعلق بطريقة تقديم الدورة ومدى إستفادة المتدرب منها. حيث أن هناك دورات تهتم بالجانب التطبيقي المهاري ودورات يغلب عليها الجانب المعلوماتي، بالإضافة إلى الدورات القصيرة والطويلة ودورات التي تقدم عن طريق الانترنت وغيرها من الأنماط التدريبية المختلفة. ولعلي هنا أتطرق لبعض الطرق العامة للإستفادة من الدورة التدريبية التي تحضرها أياً كانت طريقة التدريب.
احضر معك دفتر ملاحظات وسجل الفوائد التي تتلقاها من المدرب بل حتى ما يطرحه زملائك المتدربين من ملاحظات ومعلومات في موضوع الدورة. استفد من وجود مدرب خبير ولا تتردد من السؤال عما يشكل عليك وذلك في الأوقات المخصصة للنقاش أو في أوقات الاستراحات طوال مدة الدورة التدريبية.
بعد ذلك لابد من مراجعة المعلومات وتطبيق المهارات المكتسبة مباشرة وعلى مراحل بحيث أن تبدأ بتطبيق ما تحتاج إليه أول بأول وممارسته في عملك وحياتك. يذكر أن ٧٠٪‏ من تطوير الأفراد في المنظمات يكون بسبب التدريب وتطبيق وممارسة المهارات والاستفادة من المعلومات التي يتلقونها الموظفين من الدورات. لذلك لا تستهين أبداً بما تتعلمه وكذلك لا تهمل أو تنسى ما تلقيته في الدورة التدريبية.
وهنا اطرح سؤالاً: هل حضورك للدورة التدريبية يعني أنك الآن مؤهل تأهيلاً كاملاً وملم بكل موضوع الدورة التدريبية؟ طبعاً لا…
لابد لك من زيادة معلوماتك وتحديثها بالقراءة والاطلاع حول موضوع الدورة، وممارسة المهارات التي تعلمتها وتطويرها واكتساب مهارات متقدمة ولذلك بحضور دورات أخرى في المجال والسعي للوصول إلى أحدث ما وصل إليه الآخرون حتى تكون خبير ومتميز في مجالك. وتذكر دائماً أن الحياة في تسارع وأن العلوم والمعارف تتطور وهذا يتحتم علينا أن نواكبها وأن نسعى لأن نكون أشخاص فاعلين نحدث الفرق في منظماتنا بل في حياتنا.

من خلال علمي في مجال التدريب سابقاً، كثيراً ما أسأل ما هي الدورات التي لديكم؟ وبأي دورة ألتحق؟ وما هي أفضل دورة تدريبية وغيرها من الأسئلة….
فأقول للسائل المهم هو أنت ماذا تريد وأي دورة تحتاج وأي دورة تختار؟
ولعل مثل هذه الأسئلة تقودنا للحديث عن أهم الأسباب للإلتحاق أو التسجيل بدورة تدريبية:
أولاً: الإلتحاق بالدورة من أجل التطوير الذاتي (الشخصي) كأن تكون محب لمجال معين وتحتاج أن تطور مهاراتك فيه مثل برامج الحاسوب أو في مهارات الإلقاء والتواصل ونحو ذلك.
ثانياً: الإلتحاق بدورة معينة من أجل تطوير مهارات وظيفية، مثل أن تكون تعمل في قسم الموارد البشرية وتحتاج مهارات أو معلومات محددة في هذا المجال لتطوير أداءك الوظيفي أو الحصول على ترقية في العمل. أو أن تكون مالك لشركة وتحتاج لمهارات قيادية وتنفيذية وغير ذلك من الحاجات الخاصة لكل متدرب حسب مجاله المهني.
ثالثاً: أن تكون تعمل في منظمة ما وهذه المنظمة أضافت لك مهام جديدة أو تمت ترقيتك أو تغيير عملك وهذا العمل يحتاج إلى تدريب معين يدفعك للإلتحاق بدورة تدريبية تخصصية من أجل إكسابك المهارات الخاصة بهذا العمل الجديد. وذلك بتكليف من جهة العمل أو بدافع شخصي منك.
رابعاً: الحصول على وظيفة أو الإنتقال إلى وظيفة أفضل. هذا سبب شائع للإلتحاق بالدورة تدريبية تضاف إلى المؤهلات الدراسية وتدعم الخبرات الوظيفية للحصول على عمل مناسب وزيادة الدخل المادي وتحسين الوضع الاجتماعي.
خامساً: حب التعلم المستمر وحصول المعرفة والشغف الدائم الذي يمنحك اتقاد الذهن وتوسع المدارك الذي لا يحده عمر ولا ظروف. عرفت ذلك وشاهدته عدة مرات أحدها عندما كنت أدرس في الخارج كان يدرس معي رجل جاوز الستين جاء من بلد بعيد يجلس بجوار شباب بعمر أبناءه، ولما سألناه عن السبب قال حب التعلم واستكشاف ثقافة جديدة ولغة جديدة. وفي قصة أخرى هنا في الرياض في إحدى الدورات التي شاركت فيها كان معي متدرب دكتور وصاحب شركات، وفي أثناء التعارف قال أنه إلتحق بالدورة من أجل المعرفة والتعلم الدائم. ولا شك أن لديك أخي القارئ قصص كثيرة مشابهة.

هل هذه الأسباب كافية للإلتحاق بدورة تدريبية؟ في اعتقادي نعم وهي أسباب شائعة ومتكررة لدى كثير من شرائح المجتمع. ولكنها ليست كل الأسباب فربما لديك سبب آخر لم أذكره.

لم أكن أعلم أن تلك القبله التي طبعتها على يدي وتلك الدمعه التي سالت على خدك هي آخر لحظه آراك فيها. أقبلت إليك أكتم عبرتي : في أمان الله يمه تامرين شي، في أمان الله، دعواتك…. وقبل على الرأس وأخر على اليد فما كان منك إلا أن بادلتني
المشاعر ولكن عاطفتك الجياشه أبت إلا أن تظهر…
رحمك الله يا أمي منيره رحمك الله…. فراغ لا يملأها سواك…. ظلام لا ينيره إلاك…. كم تمنيت أن آراك ثانيه رحمك الله رحمك الله …. لا أعتراض على قضاء الله…له الحمد وهو الرحمن الرحيم….

أجدني والله خجل، أنا هنا وأهلي هناك يدفنونك بأيدهم ويودعونك الوداع الأخير….. ليتني معهم ليتني معهم …. لا أملك سوى الدعوات….اسأل الله لك أعالي الجنان….

وستبقى ذكراك خالده…. سأمر يوماً على مجلسك في صالة البيت…. سأذكر أحاديثك وتفقدك لأبناءك وأحفادك …. سأمر بغرفتك العامرة….عامرة بذكر الله…. بالصلاة …. بتلاوة القرآن…..

والله لن يبكي عليك أبنائك فقط…. سيبكي عليك مصلاك…. ستفقدك تلك المرأه التي تأتي تزورك كل عام قبل العيد لتهديها ما يسره الله تكسي به أبنائها…. سيبكي عليك الأطفال …. سنفقد بسمتك، وهيبتك، سنفقد بركة البيت…..

اسأل الله أن يرزقك يا أبوي الصبر والسلوان
اسأل الله أن يزرقكم يا أعمامي الصبر والسلوان
اسأل الله أن يرزقكم يا أحفادها وكل قرابتها الصبر والسلوان

أعلم أن موت الفجئه مفجع، لكن الصبر عند الساعه الأولى.

إنا لله وإنا إليه راجعون….إنا لله وإنا إليه راجعون….


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بين يديكم مواقع دعوية مختلفة…اسأل الله ينفع بها وإن يجعلكم سبب في إسلام خلق كثير…

 

 

مفتاح لفهم الإسلام باللغة الانجليزية:

 

http://www.thekeytoislam.com/

 

موقع للداعية المنظار زاكر نايك الهندي باللغة الانجليزية:

 

http://www.irf.net/irf/main.htm

 

تحميل القرآن الكريم بعدة لغات:

 

http://www.islamway.com/SF/quran/

 

دين الإسلام باللغة الانجليزية:
http://www.islamreligion.com/

 

قصص أعلام الأمة باللغة الانجليزية:

 

http://www.ummah.net/islam/taqwapalace/stories/

 

سلسة محاضرات بعنوان الإبداع في دعوة غير المسلمين باللغة العربية:

 

http://www.ummah.net/islam/taqwapalace/stories/

 

 

خدمة الحوار المباشر للدخول في الإسلام باللغة الانجليزية:

 

http://www.islamhouse.com/p/57815

 

دليل مواقع إسلاميه بعدة لغات:

 

http://www.tttt4.com/news.php?action=view&id=1646&024df48731bb0ff5249e8a732f1fb27f

 

دليل آخر لمواقع دعوية:

 

http://www.islamicfinder.org/index.php?sid=&t=sub_pages&cat=131&lang=arabic

 

موقع دعوي بعدة لغات:

 

http://www.islamhouse.com/

 

القرآن الكريم بعدة لغات:

 

http://www.islamhouse.com/p/8722

 

موقع الإسلام غداً باللغة الانجليزية:

 

http://www.islamtomorrow.com/

 

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدة لغات:

 

http://www.islamway.com/mohammad/

 

 

موقع دعوي باللغة الصينية:

 

http://www.islam-guide.com/cs/

 

 

مجموعة من الكتب والمقالات باللغة الصينية

 

http://www.islamhouse.com/pg/9208/all/1

 

 

تفسير القرآن الكريم بثلاث لغات (عربي-انجليزي-صيني)

 

http://www.tafsir.cn/

 

 

موقع نور الإسلام دعوي باللغة الصينية

 

http://www.norislam.com/

 

 

ساهم في نشرها… لا تدري قد تكون سبب في إسلام شخص ما وأنت لا تدري…
 


عشر قواعد للحصول على التفوق الدراسي:
1-إخلاص العمل لله واستحضار النية الصادقة في الدراسة وأنك بهذا تنفع نفسك وتنفع مجتمعك ووطنك وتكون شخص له دوره في المجتمع.

2- العمل بالأسباب وبذل الجهد والإخلاص قدر الاستطاعة.

3- محاوله محبه الدراسة وعدم التعصب أو التذمر حتى وان كنت لا تحب المادة حاول أن تتفهمها وتحببها إلى قلبك.

4- كن متفائل وردد عبارات إيجابيه مثل (أنا إنسان ناجح, هذه المادة سهله, استطيع أن احصل على ممتاز في كل المواد).

5- بعد العمل بالأسباب توكل على الله حق التوكل واعلم أن أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

6- ارض بما قسمه الله لك, واعلم أنك بذلت السبب واجتهدت لذلك كن سعيداً وراضياً بما قسمه الله لك من درجات وغيرها.

7- استمتع بالدراسة في المدرسة أو في البيت وعش الواقع, ولا تنغلق أو (يضيق صدرك) لعدم الفهم أو لصعوبة المادة,,وتأكد إن لكل مشكله حل…فقط فكر بالحل ولا تفكر بالمشكلة.

8- اكسب من حولك (طلاب, مدرسين,غيرهم) وحاول أن تكون صداقات بأخلاقك بحبك لهم بصدقك…لا بالمصالح من اجل درجات ونحوها.

9- الدعاء واللجوء إلى الله على الدوام في حال السراء والضراء في وقت الرخاء والشدة, استعن به واستنجد به واستمد قواك بقوة صلتك به واطلبه واسأله في كل وقت وكل حين وعليك بمواطن إجابة الدعاء.

10-التزم بأوامر الله وابتعد عن ما نهى عنه وحافظ على الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين، لأن الذي شرع الدين هو الذي بيده النجاح فكيف لا نتقرب إليه؟

 


طالب في الصين…(فكر… مشاعر… هموم)
9/5/2007-16/1/2008

بين يدي المقال:

   كتب بعض الكتاب في السفر ما ألفت به الكتب، وما ملئت به الصحف والمجلات وكذلك المنتديات، ومع هذا فالموضوع لا يزال ثرياً مهما كُتب عنه، وذلك أن لكل إنسان نظرته ورؤيته للحياة والظروف والأماكن التي يمر بها، وكل كاتب بكل تأكيد له طريقة تفكير مختلفة ومشاعر واهتمامات غير تلك التي عند نظيره. وأكاد أجزم لو أن اثنين سافرا معاً إلى مكان واحد لعبر كل واحد منهم خلاف الآخر ولرأى الأول غير ما رأى الثاني ولا عجب في ذلك…

   وهنا تقرؤون عن تجربتي لأكثر من ثمانية أشهر قضيتها هنا في مدينة ووهان في وسط الصين، وعندما قلت تجربتي فأنا لا أقصد بها الظروف التي عشتها أو المواقف والقصص التي شاهدتها أو عن حياتي الشخصية أو عن أعمال قمت بها، لا إطلاقاً؛ بل ستكون خلاصة فكرٍ وعصارة مشاعرٍ وهمومٍ وأفكارٍ عايشتها، قاصداً بذلك إفادة القارئ الكريم الذي ربما لا تهمه تفاصيل حياتية قد تحدث لأي إنسان. هي خلاصة أصور فيها مرحله مررت بها؛ أكتب عنها بمشاعري وأفكاري وهمومي التي أعيشها الآن. ولربما لو كتبتها أنا بعد فتره قد تتغير بحكم نمو الإنسان وتطور فكره من حين إلى حين.
 
قبل السفر:

   على المرء حينما يعزم السفر إلى أرض ما، أن يعد العدة لذلك ولا أعني أن يشتري حقيبة ملابس وأغراضاً شخصية فهذا أمر بديهي لا يغفل عنه عاقل، ولكني أقصد الاستعداد النفسي والذهني إذ أن التهيئة النفسية الذاتية أمر بالغ الأهمية و أعدها رقم واحد في الاستعداد للسفر. سؤال بديهي يتبادر لذهن القارئ الآن؛ وكيف يكون هذا الاستعداد؟

   يكون ذلك بعدة أمور تختلف باختلاف نفسية المسافر، وأقصد قد تكون بعض الأمور مهمة عند شخص دون الآخر، لذلك سأحاول أن أجمل ولا أفصل. في البداية حدد مصادر المعلومات مثل: الكتب، الصحف والمجلات، أشخاص زاروا هذه البلدة وآخرين عاشوا فيها فترة، أشخاص من نفس البلد مقيمين في بلدك الآن، مواقع إنترنت (منتديات، مواقع حكومية، مواقع كتابها من تلك البلد، مواقع شخصية، مراسلات بريدية….)، قنوات فضائية، إذاعات، هذه أهم المصادر في نظري. اقرأ واسمع وابحث عن ماذا؟ عن الأشياء التي تهمك أنت؛ مثل الطقس، البيئة، طبيعة أهل البلد، طريقة العيش، نظام الحياة، الأمان، معاملتهم للأجانب، مستوى المعيشة، مكان الدراسة أو العمل….. إلى غير ذلك من الأمور التي تراها كفيلة بأن تعطيك تصوراً كاملاً عن المكان الذي ستذهب إليه. من الأشخاص الذين قابلتهم من كان يتابع قناة فضائية صينية وهو لا يفهم شيئاً؛ لكن هذا التصرف أعطاه شيئاً من التصور الذهني، وآخر كان يستمع لدروس صوتية عن اللغة الصينية، وآخر تابع ببرنامج قوقل إيرث هذه المدينة ورأى شوارعها، وآخر جالس شخصاً له مكتب تجاري هناك وأخذ منه معلومات. في هذه الفترة مهم جداً جمع المعلومات وليس جمع آراء، هذه نقطة مهمة يجب التفريق بين المعلومة وبين الرأي، قد يقول لك شخص خذ هذا واترك هذا وهذا جيد وآخر سيء لكن تبقى هذه وجهة نظره هو وقد يكون هذا الشيء بالنسبة لك خلاف ما يقول تماماً. صحيح أن له تجربة وتجارب الآخرين مهمة لا يستهان بها؛ لكن قد لا تكون تجربته تتطابق مع تجربتك وقد تكون الظروف التي مر بها غير الظروف التي ستمر بك، اجعل رأيه محل اهتمام لكنه يبقى رأي وليس معلومة، لأن الرأي مبني على مشاعر وأفكار، والمعلومة مبنية على حقائق، انتبه لهذا ولا تغفل عنه.

   بعد أن تجمع معلومات وفق المعايير التي وضعتها لنفسك؛ عليك الآن أن ترسم صورة ذهنية للحياة هناك، طبيعة الحياة والناس، كيف يمكن أن تتكيف هناك؛ حتى متى ما وصلت لتلك المدينة تجد نفسك مطمئنناً هادئ البال مرتاح واثق من نفسك ومن قرارك واختيارك. بهذه الطريقة تضمن بإذن الله سرعة التكيف والتأقلم مع ظروف الحياة الجديدة. ممن أعرف من تمنى لو لم يأتِ، ومنهم لم يتأقلم إلا بعد مده طويلة، ومنهم من كان سريع التكيف، وفيهم الوسط الذي تأقلم مع الوقت؛ وعلى كل حال هذا يختلف مقياسه باختلاف درجة الاستعداد وباختلاف الناس وطبائعهم.

   وقبل أن أنتقل إلى محور آخر تلاحظ أنني هنا لم أتطرق إلى قرار السفر، لأن كلامي هنا لمن عزم السفر وانتهى أمره، وأما المتردد يعتبر هذا الكلام متقدم بالنسبة له، ولكن أقول له باختصار: اجمع معلومات، استشر، استخر، توكل على الله وفوض أمرك إليه. ولم أكتب عن الاستعداد المادي والنظامي من إعداد الأوراق والمستندات الرسمية وغير ذلك من الأمور المهمة التي لا ينبغي أن يغفل عنها أي مسافر.

   ويبقى أمر بالغ الأهمية وهو الاستعداد الديني؛ وذلك بقراءة كل ما يتعلق بالسفر من أحكام وسؤال أهل العلم عن ما يشكل عليك؛ ولا مانع أن تسجل بعض عناوين العلماء حتى تسألهم وقت الحاجة، ورائع جداً ما فعله أحد الأخوة وهو أن يبقى باتصال دائم مع أحد طلبة العلم هذا الشيء له عوائد وفوائد كبيرة من أهمها وجود مرجع سريع، وهو من أسباب الإعانة على الثبات. ومما رأيت أن أحدهم أراد أن يجمع ويقصر في مطار الرياض قبل السفر وهو من أهل الرياض! مع أن الرحلة كانت الساعة التاسعة مساءً بل كان يريد فعل ذلك في بيته ولم يسعفه الوقت. وآخر في الطائرة يسأل عن حكم أكل الديك الرومي!!
 
الغربة والتكيف:

   هذه المرحلة تعتبر من أهم المراحل، وكما يقال في المثل العامي (العود من أول ركزه)، تختلف ظروف المغتربين وقدرتهم على التكيف؛ بعضهم يتكيف في شهر وأراها الفترة الطبيعية وبعضهم في أقل أو أكثر، في هذه الفترة يرسم المغترب تصوراً ذهنياً عن الحياة الجديدة ويؤثر في هذا التصور الناس الذين يصادفهم، وتسهيلات الإقامة والسكن، والجو ونوعية الأكل، إضافة إلى بُعد الأهل والأصدقاء والبيئة التي اعتاد عليها. لا أخفيكم أنني رأيت أحد الطلاب الأجانب (وليس عربي) يبكي ويقول أنه مشتاق لأمه ويريد أن يرجع مع أنه في أواخر العشرينات من عمره، ولم يمضي على بقاءه في ووهان سوى أربعة أو خمسة أيام. أخذه أحد الأخوة وحاول تهدئته فوجد السبب الرئيسي أنه لم يعتد على الأكل وأنه اشترى أحدى المأكولات المعلبة وكانت منتهية الصلاحية ولم يعلم بذلك. أنا شخصياً لم أعتد على الأكل الصيني إلا بعد شهر تقريباً ولله الحمد، بعض المغتربين تمر به حالات نفسية قد تنعكس على صحته وهذا مشاهد وواضح وسرعان ما يزول العارض الصحي بالتأقلم والارتياح النفسي.

   هذا من الجانب النفسي وأما من الجانب الفكري وهو الأهم؛ فتجد الكثير من الناس يصاب بصدمة ثقافية كبيرة، اختلاف العادات القيم، اختلاف المفاهيم واختلاف في الملبس والشكل وطبيعة الحياة. يحتاج هذا إلى نوع من المرونة إن صح التعبير في استقبال ولا أقول تقبل وبينهما فرق كبير؛ استقبال هذه الثقافة ونمط الحياة والتكيف معه بحيث نتوقف عند ما يجب الوقوف عنده وقبول الذي يمكن قبوله مما لا يمس ثوابتنا وقيمنا التي لا ينبغي لأحد أن يتنازل عنها. وإن كنت رأيت من بعض المغتربين زعزعة كبيرة في هذا الجانب وأحيل هذا الشيء إلى عدة أمور منها قلة الوعي والتثقيف لدى المغترب، ومنها طريقة تربيته التي تربى عليها و سأعود لجانب التربية في موضع آخر، ومنها حب التغيير الجامح والشغف لما في يد الغير، ومنها اعتقاد بأن هذا تطور وتحضر. وهكذا تمر الأيام ويتكيف الإنسان على الحياة الجديدة بدرجة ما إلى أن يشاء الله.
 
التربية والثوابت:

   لعل من أهم الأمور التي يبني عليها الإنسان حياته هي طريقة تربيته، والتربية لها جانبين تربية ذاتية وتربية من العالم الخارجي (الوالدين، المعلمين، البيئة، القنوات الفضائية…..)، وقد يستغرب أحدكم لماذا أتكلم عن هذا الموضوع هنا!

   كيف لا يكون الحديث عنه وأراه من الأركان الأساسية التي تؤثر في حياة الإنسان، وخصوصاً وهو يمر بمرحلة مهمة في حياته وهي مرحلة العيش في بلد غريب في كل شيء. أن الذي لديه تربية ذاتية جيدة محصناً نفسه من التأثر بالمدخلات الغريبة عن دينه وقيمه، وكان حسن التربية من والديه، لا يُخشى عليه أن يكون في أي مكان كان. وعلى العكس تماماً، ترى ذاك مهزوز الثقة في نفسه، وفي عزته بدينه، الذي شرفه الله به وميزه على كثير من خلقه، سرعان ما ينجرف خلف تيار الشهوات ضارباً بعرض الحائط كل تعاليم الدين وقيم المجتمع التي نشأ وترعرع فيه، وقد لا يكون بهذه الصورة ولكن كثير من الناس يعتقد أنه يريد أن (يعيش حياته) و(يبسط نفسه)، على حساب دينه وأخلاقه!

   لو كانت القيم الداخلية لديه مبنية على أساس متين، وكانت تربية والديه له تربية صحيحة؛ لكان شخصاً مؤثراً لا يتأثر. حتى لو ضعفت إحدى جوانب التربية، فوجود أساس أصيل يبقى له أثره، بحيث لا تزيده الأحداث إلا صلابة في تربيته واعتنائه بقيمه.

   لذلك نصيحتي للآباء: أن اتقوا الله في أبنائكم وأحسنوا تربيتهم، فإنكم مسؤولون أمام الله عنهم. ويا إخواني وأخواتي أنتم كذلك مسؤولون عن إصلاح أنفسكم، فلا تكونوا بلا قيم ولا ثوابت، ارتقوا بأنفسكم وتعلموا ما ينفعكم ولا تتبعوا الشهوات أو الشبهات فتظلوا .
 
الإسلام شريعة الله الخالدة:

   ما أروع هذا الدين الذي لا يوجد شيء في الدنيا يستطيع إيجاد صلة بين العربي والأعجمي، والشرقي والغربي، الآسيوي والأفريقي، إلا إسلامنا والآدمية البشرية، ويتجلى هذا في الاجتماعات الدينية؛ لازلت أتذكر يومي عيد الفطر والأضحى؛ هناك في مصلى تحت مبنى سكن الطلاب في إحدى الجامعات اجتمع المسلمون، ربما تجاوز عددهم المائتان _وليس هذا عدد كل المسلمين الأجانب في ووهان، لأن منهم من يصلي في مصليات في جامعات أخرى ومنهم من يذهب إلى المسجد_ يرتفع في المكان صوت التكبير، لغات مختلفة ولهجات شتى، عرب وعجم، بيض وسود، كبير وصغير. الكل يكبر ويذكر الله. حتى انقضاء الصلاة وترى الإخوة كيف يتعانقون ويتصافحون حتى وإن كانوا لا يعرفُ بعضهم بعضاً ، وربما اختلفت اللغات؛ لكن المشاعر بالتأكيد لا تختلف والروح الإسلامية وصدق الأخوة لا تختلف. تبادر إلى ذهني حينها لو كانت الأمة الإسلامية على هذا النحو من الترابط ولو كانت النفوس صافية تجاه بعضها، كيف بالله سيكون حال الأمة!.

   وكذلك في رمضان حينما تصطف الأقدام خلف الإمام، ويصلي المسلمون وأرواحهم مشتاقة لبيت الله، كم من واحد يمني نفسه بأن يكون هناك خلف السديس أو الشريم حفظهم الله، وكم من شخص عادت به الذكريات إلى بيوت الله التي تعج بالمصلين المقبلين على الله. مشاعر جياشة وعاطفة متصلة تصل إلى هناك لتربط الأزمنة والأمكنة ببعضها فتسيل الدموع وتحرك الأفئدة، ويبقى أن الله واحد في كل مكان، وهو المعبود في كل الأوطان. فلا فرق بين الصلاة هنا أو هناك والعبرة بالقبول. عسى الله أن يتقبل منا ومن المسلمين أجمعين صالح الأعمال.

   المسلم الفطن العاقل؛ يتمثل دين الله في نفسه فهو مقيم لشرع الله مؤدياً لفرائضه مهما كانت الأحوال والأوقات والظروف. لا بأس إذا حضرت الصلاة وأنت في سوق أن تتجه إلى بقعة نظيفة وتصلي فرضك، لن يضايقك أحد وإن كان هناك فضول واستغراب، لكن لا بأس ما دمت تحترم دينك فإن الناس يحترمونك على كل الأحوال. والحمد لله في الصين لا توجد مضايقات بهذا الخصوص، بل يتفهمون إن أخبرتهم أن هذا دينك ويجب أن تؤدي هذه العبادات في هذه الأوقات. قد يدعوهم هذا للسؤال عن سببها وكيفيتها. بلغ دين الله بخلقك وتعاملك وابتسامتك وصدقك. لا تكن متهاون متكاسل خجلاً ولا تكن متشدداً جباراً، أظهر دين الله فلا تدري ربما اهتدى أحدهم بسبب سلوك رآه منك.

   والعجب أنك ترى من لا يعنيه انتسابه إلى الإسلام شيئا؛ وقد تكون العبارة السابقة مبالغ فيها، لكني أتألم كثيراً حينما أرى شباب الإسلام الذين يجري في دمائهم حب الله ورسوله، يتسابقون ويتنافسون إلى مصاحبة الفتيات وربما حصلت خصومات من أجل فتاة لا تستحق أن يلتفت لها فكيف بما سوى ذلك! وربما رأيتهم يتفاخرون بارتياد أماكن اللهو، متناسين من هم وما هي هويتهم. وفي نفس هذه اللحظات هناك أناس عاملون لكنهم دعاة إلى ضلال، لازلت أتذكر ذلك الموقف بكل تفاصيله وأحفظ يومه وتاريخه ووقته، يوم أن التقيت بمجموعة صينيين عند مدخل سكن الطلاب وهم يحملون عشرات الكراتين المليئة بالكتب، استغليت وقوف أحدهم وبادرته بالسؤال ما هذه الكتب؟ وأخذت أحد الكتب أنظر إليه. عندها صعقت يوم أن قال كتب تنصيرية!! لم أستوعب فكررت السؤال مرة وأخرى حتى أخبرني أحد الزملاء بما يقول، عندها وكأن صاعقة أصابت عقلي، وكأن بركاناً في صدري يغلي، انتفضت وما أدري ما فعلت ألقيت عليه بكتابه بطريقه لفتت انتباه كل من حولي، فما عدت استطيع أن أتمالك نفسي. يالله ما هذا الذي أمامي! لست ألومهم والله فهم يخدمون مبادئهم. لكني خشيت أن يحل علينا عذاب من الله. تقصير مني عظيم وغفلة من شباب الإسلام أحفاد الصحابة وأبناء الصالحين، كيف بالله هؤلاء يبذلون جهدهم في الدعوة إلى ضلالة ونحن نبذل جهدنا في شهواتنا وملذاتنا دون لحظة تفكير وليست لحظه عمل، من أجل أن نبلغ رسالة رب العالمين. والله أننا محاسبون عن تقصيرنا هذا. والأدهى من هذا الموقف؛ موقف آخر تمنيت لو أنني لم أسمعه ولم أعرفه، شعرت عندها بذلة ومهانة وصغار الشيء الكثير، يوم أن رأى نصرانياً صديق لبعضنا أحد الشباب المسلمين وهو يشرب الخمر، فبادره الشاب بقوله: أرجوك لا تخبر أصحابي، فقال النصراني: لكن الله يراك. يا له من عار علينا نصيحة من مشرك بالله لمسلم موحد!!

   لماذا نضع أنفسنا في مثل هذه المواقف والله سبحانه أعزنا وكرمنا بالإسلام، الدين الكامل الطاهر الذي يصلح لكل الأحوال والأزمان، الذي به تسعد النفوس وترتاح القلوب وتطمئن تشعر بمعنى الحياة الحقيقي. اسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وأن يصلحنا ويهدينا إلى الصراط المستقيم.

  في مثل هذه الظروف؛ إما أن يرتفع الإيمان أو يهوي في مهاوي الردى، وليس هذا على الإطلاق لكنه مؤشر يظهر جلياً في بيئة لا تعرف الله رباً، ولا تعرف لتغذية الروح طريقا. وفي وحشة وغربة، غربة الدين وغربة الوطن وغربة اللون والعرق واللغة؛ تتجلى حاجة العبد إلى ارتباط وثيق ومناجاة دائمة لعلام الغيوب الرب الرحيم اللطيف. وإن كانت حاجة العبد لله لا تنقضي ولا تنقطع أبداً ولا للحظه، ومع هذا فإن العبد يلمس حاجته لله في أوقات المحن. فاللهم لك الحمد أن صيرتنا لك عبيدا وأن اخترت لنا الإسلام منهاجا.
 
الأهداف والمهارات:

   جئنا هنا إلى الصين من أجل هدف واحد واضح محدد، أبعثتنا الدولة من أجله، فمن عدم الوفاء أن نلتفت عنه لغيره، وهكذا يجب على الواحد منا أن يكرس وقته وجهده من أجل تحقيق هدفه ولا يحيد عنه. وهذا لا يعني أن لا نمارس أنشطة أخرى اجتماعية وثقافية ورياضية وغيرها، لا أبداً بل هذه الأشياء تكون معينة على تحقيق الهدف الأول. ثم ما يفضل من وقت وهو كثير يكون هذا في تعزيز وتقوية جوانب الإيجاب فينا. وفي اكتساب مهارات كنا نتمنى أن نجد وقت لها. أعتبرها فرصه عظيمة لمثل هذا. ومن لم يحدد له اهتمامات حتى الآن فماذا ينتظر؟ ومن لا يعرف الطريق لذلك يسأل من يثق به لكي يساعده في تحقيق مراده. ربما لا تكون الإمكانيات كما نتصورها من قبل، ولكن علينا أن نخلق لنا جواً ومناخاً مناسبين لتنمية الجوانب الإيجابية واكتساب المهارات التي كنا نطمح في تحقيقها. وهذا ليس محالاً لمن أراد ذلك. حتى إذا عاد الواحد منا يوم أن يعود بعد انتهاء سني الدراسة؛ يكون قد حاز عدة أمور وقد اكتملت جوانب كثيرة في شخصيته.

   حاول أن تغتنم عمرك ووقتك فيما ينفعك وهو كثير، جميل جداً أن نكتب أهدافنا ونسعى في تحقيقها ونقيم أنفسنا بعد فترة ومدى تحقيقنا لها. وسنجد من يعيننا وإن لم نجد، نحن من نبعث هذه الروح وهذه الاهتمامات إلى من حولنا لنرتقي جميعاً ونكون أنفسنا التي نريدها.
 
مع الناس:

   الناس أجناس كما يقال، تختلف طبائعهم وثقافاتهم وأديانهم ومذاهبهم وعاداتهم. تختلط بصنوف مختلفة من البشر، لهذا يتحتم على الإنسان أن يحترم كل الأشخاص مهما كانوا، وأن لا يسئ لمعتقداتهم بل عليه أن يتمثل الإسلام في سلوكه ومظهره ومخبره، وأن يعامل الجميع بالتي هي أحسن، طبعاً دون التنازل عن قيمنا وأخلاقنا وديننا.

   قد تجتمع يوماً بنصراني أو بوذي في فصلك الدراسي أو في مسكنك، فمن الطبيعي أن تكون بينكم ألفة وعلاقة لا تتجاوز الزمالة دون أن تصل إلى الولاء والمحبة مرتفعه عن الحقد والكره. هي علاقة طيبة سمحة فيها العدل والوفاء هكذا معظم الطلاب هنا وإن لم يكن جميعهم. الكل يحترم الآخر ولا يتعدى على ديانته ولا معتقده إن كان على غير مذهب أهل السنة والجماعة.

   ربما يحدث أن يكون هناك خلاف مذهبي فقهي، اعتاد أهل بلد على فعله دون غيرهم، فلا ضير ما دام الخلاف ليس عقدي وليس على أصول الدين وما دامت المحبة والألفة في القلوب فلا تعصب لرأي ولا خروج عن جماعة، يحدث مثل هذا في رؤية الهلال وفي التكبير أيام العيد ولياليه ونحو ذلك. والحمد لله أن الجميع هنا على درجة كبيرة من الفهم والإدراك. وفق الله الجميع.

   سبحان الذي أوجد أناساً أخياراً في كل مكان في هذا الكون الفسيح، في الصين تجد دمث الخلق نضر الوجه حسن التعامل من عرب وغيرهم. كيف لك أن تعرف مثل هؤلاء لولا قدر الله ووجودك في مثل هذا المكان؟ أنها حكمة الله سبحانه، والناس معادن كما يقال، وفي السفر وقبله تظهر معادنهم الأصيلة، فكم من قلب أهتم بك! وكم من عزيز شغل فكره بك! وكم من كريم ذكرك ودعا لك. يسخر الله الناس بعضهم لبعض فتجد التعاون والألفة والإخاء ما يسر به الخاطر. ونحن هنا من عرب ومسلمون بيننا ترابط ووفاق ولله الحمد والمنة، وكذلك إخواني السعوديين كأننا أخوه بالفعل، اجتماعات متواصلة ووقفة رجل واحد في المحن والأزمات، أدام الله علينا فضله ومنته.
 
كيف الصين؟ :

   كثيراً ما أسأل هذا السؤال؛ فأجيب بكل عفوية: “الصين كبيره وش دراني عنها”. فعلاً الصين أمة كبيرة وملايين من البشر ومئات المدن والقرى، كيف لمثلي أن يعرفها؟ لكني أفهم ما يقصدون، فأقول ما أعرفه عن ووهان وعن حياتي فيها: ووهان مدينة زراعية صناعية تعليمية هادئة تعتبر من كبرى المدن، آمنة ومستوى المعيشة فيها منخفض، تنقسم إلى ثلاث مناطق (اوتشان) وهي منطقة تكثر فيها الجامعات و(خيان) وتكثر فيها المصانع و(خانكو) وهي منطقة الأسواق، جوها حار رطب في الصيف وشديد البرودة في الشتاء وأما الخريف والربيع فإنهما بين هذا وذاك، ممطرة في كل الفصول، يمر بها نهر يقطع عدة مدن يعتبر أعرض نهر في العالم حسب ما سمعت، وفيها بحيرة كبيرة تعد ثاني بحيرة في الصين من حيث المساحة، وأهلها ممن خرجوا إلى الحياة المتحضرة من سنوات قريبة، والشعب أخلاقه طيبة، ودود إلى درجه كبيرة، وقريب من الفطرة، إذا كونت علاقة مع أحدهم وما أسرع وأبسط تكوين العلاقات فإنك تجد منهم وفاءًا لم أرَ له مثيلاً. لا يوجد في ووهان مطاعم عربية ولكن يوجد مطاعم إسلامية، غالبها مستوى النظافة وجودة الأكل دون المستوى لكن سرعان ما تعتاد عليه، لغتهم تعد الأصعب في العالم، ولهم عدة لغات لكن اللغة المعتمدة لغة أهل بكين وهي التي تدرس في كل المدن والمفترض أن كل الصينيين يعرفونها، ولكن عندهم لهجات من هذه اللغة، فقد لا يفهم الصيني لهجة مدينة أخرى ويعد هذا شيئاً طبيعياً. اللغة ليس فيها حروف ولكن هي كلمات أكثر من عشرة آلاف كلمة، وليس كل أحد يحفظها، وربما ترى معلم اللغة في الجامعة ينسى بعض الكلمات. ترى برامجهم في التلفاز يكتبون الكلمات التي ينطقونها حتى يفهم المشاهد ماذا يقال. تستخدم حروف لاتينية لها نطق خاص ومختلف لمعرفة نطق الكلمات الصينية. أقترح لمن أراد دراسة اللغة أن يحضر للدراسة ويتعلم بعض الكلمات ويعتاد على النطق، هذا الشيء يسهل له تقبل اللغة.

   الأجنبي محط الأنظار والاهتمام، وكثيراً ما نسأل من أي بلد أنت وحينما تقول السعودية، مباشرة يقولون أنتم أغنياء عندكم بترول وأموال، كنت أقول لا، وأشرح لهم أن البترول له شركات متخصصة وللدولة وأن في السعودية فقراء وطبقة متوسطه وهم الغالبية، لكن مللت ولن يقتنعوا خصوصاً العامة الذين لا تربطك بهم علاقة، فأصبحت أبادر وأقول نعم صحيح! كثيراً ما يتم تصويري بدون إذن مني لأنهم يرون شكلاً غريباً وملتحٍ وكأنها فرصة لا تعوض، والذي لديه الجرأة يطلب التصوير معي فأرحب بذلك وأنال بعدها شكراً وفيراً! وخصوصاً في يوم أقامته الجامعة للطلاب الأجانب، كل جالية لها قسم خاص تعرض فيه معلومات عن بلدها، كنت يومها وكذلك الطلاب السعوديون كنجوم السينما، الكل يتمنى التصوير معنا، خصوصاً مع لباس الثوب والشماغ.

   المسلمون في الصين كثير، وهم قوميات مختلفة. ولهم بعض المدن الخاصة بهم وأشهرها (شنجان) التي تقع شمال الصين. والمسلمون منتشرون في مدن الصين المختلفة. ووهان فيها ثلاثة مساجد يقام فيها الصلوات الخمس والجمع والأعياد معظم أئمتها درسوا في الأزهر الشريف. بعضهم يعرف العربية مكسره وبعضهم لا يعرفها ولكنهم يقرؤون القرآن بصوت بديع. صلاة الجمعة والتراويح تختلف كثيراً غريبة جداً وعند سؤالهم عن هذا قالوا هكذا اعتاد الناس هنا ولا نستطيع التغيير. والمسلمون _حسب الذي أعرف_ ثلاثة أقسام: جهلة لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه وربما بعض قصار السور، ومتبعون لا علم لهم وفيهم تصوف كبير، يتبعون علمائهم. و مسلمون معتدلون محافظين. وفيهم الصالح التقي النقي الذي لو قارن احدنا به لتلاشى أمامه. فهم صابرون محتسبون رغم الفتن.
 
لها أثر:

-          الانترنت قرب البعيد، الحمد لله على هذه النعمة.
-          الإنسان يستطيع أن يعيش في أي مكان، فقط إذا أراد ذلك.
-          التغيير سنة الحياة، وإذا غيرت بيئتك غير معها الكثير من سلبياتك.
-          السفر وتغير الأحوال والناس والأفهام من حولك، سبب في توسيع مدارك العقل وزيادة في فهم للحياة وتعقل الأمور. فقط لمن أراد ذلك!
-          بادر ثم بادر ثم بادر…قد تأتي لحظات وتندم على فرص ضيعتها.
-          جميل أن يسجل الإنسان ذكرياته وخواطره.
-          أينما حللت اترك لك أثراً تذكر به.
-          الوداع ألم؛ لا أجد له تعبير. لكن عزائي دائماً أن بعد الفراق لقاء؛ واسأل الله أن يكون لقائنا الأبدي في جنة الخلد.
 
امتنان:

-          الحمد لله والشكر من قبل ومن بعد على نعمة التي لا تحصى.
-          الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله، ووزارة التعليم العالي والسفارة والملحقية السعودية على اهتمامهم ورعايتهم، وفقهم الله وسهل لهم دروب الخير والصلاح.
-          الفضل العظيم والنعمة الإلهية الجليلة، والداي العزيزان وأخواني وأخواتي وسائر قرابتي متعهم الله بالصحة والعافية وأكرمهم الله بفضله، ورضي الله عنهم وأرضاهم وجعل مثواهم الفردوس الأعلى.
-          إخوان صدق، أصدقائي الأوفياء، أسعدكم الله بطاعته ونور قلوبكم وأكرمكم بجنته.
-          الكرماء العرب والسعوديون في ووهان، إخوان في الرخاء والشدة وعون على الطاعة شرف لي معرفتكم سهل الله أموركم ووفقكم وأعادكم إلى أوطانكم سالمين غانمين.
-          إلى من وقف بجانبي في أمر يخص ديني أو دراستي بتوجيه أو اقتراح وغيره، أغدق الله عليك فضله ورزقك محبته ومحبة عباده وأصلح ذريتك ووفقك لكل خير.
-          كل من أهدى لي نصحاً أو دعا لي يوماً وكل من ظن بي خيرا، أسعدك الله ورزقك الحسنى وزيادة ومنّ عليك برضوانه.
-          كل صديق أجنبي أو صيني عرفته في الصين، معرفتكم شرف لي، أسأل الله أن يثبت مسلمكم على الدين ، وأن يهدي غير المسلم للإسلام وأن يشرح صدورنا جميعاً للإيمان. متعكم في الدنيا والآخرة وجعلكم من أوليائه الصالحين.
 
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد…
 
 
كتبه/ عصام بن محمد آل محسن
16/1/2008 – 8/1/1429
 


قبل عام كنت قد أعلنت إضافه رابط جديد للمدونه، وهو www.lifeishope.com واليوم أتفاجئ أنه أصبح لموقع آخر!!
وذلك بسبب أنه أنتهت مده حجزي له، ولم يسعفني الوقت للتجديد، وصاحب الموقع الأجنبي لم ينتظر فهي فرصه بالنسبه له، على كل الأحوال لعلنا نستطيع الحصول على رابط آخر جديد ويبقى هذا درس في سرعة المبادرة وإنجاز المهام.
ويبقى الرابط الأصلي لا يزال
www.essam-1.com

Next Page »