أكتب لكم هذه القصة الساخرة بطريقه جديدة أخذت فكرتها من كتاب (لا ترم قشر الموز) للكاتب الساخر المبدع عبدالعزيز السويد الذي استخدم كتاب المطالعة الذي درسه في المرحلة الابتدائية واخذ القصص منه وأكملها أو انحنى بها منحى آخر بأسلوب أدبي ساخر…
طريقة هذه القصة هي أنني سأكتب لكم قصة سمعتها من أستاذ فاضل درسني في الكلية قبل سنين ولازالت عالقة في الذهن لطرافتها ثم بعد أن تنتهي القصة سأكتب مقالتي استكمالا لها من مخيلتي..

حكى لنا أستاذنا أن هناك شاب مترف (خكري كما نقول بالعامية) يبدو انه من عائلة ثرية.
ذهب هذا الشباب إلى سوق الخضار ونزل من سيارته الفارهه الفخمة واخذ يشتري من أنواع الخضروات دون أن يسأل عن السعر، واشترى كذلك مجموعه من الورقيات مثل البقدونس والنعناع والكزبرة وغيرها، فلما أراد أن يحملها أتت إليه طفلة أفريقية تحمل صناديق مصنوعة من (الكرتون) قد جمعتها تبيعها بريالين للباعة.
أمسك بطرف الصندوق ودفع الطفلة بالجانب والآخر وقال (يالله هناك) احتقراً وازدراءً لها، وما كان منها إلا أن وقعت على الأرض.
وما هي إلا لحظات إلا وتلك المرأة العملاقة (لعلها كانت والدة الطفلة) تتحرك باتجاه ذلك (الخكري) وصفعته بكفها الضخم على وجهه حتى اختل توازنه وسقط (شماغة) وذهبت هيبته وأصبح في وضع مخجل حقا…
ركب سيارته ووجه محمر وانطلق مسرعاً بعيداً عن المكان, أخذ يجوب الشوارع ويدافع عبراته التي غلبته ونزلت دمعاته وهو يقول في نفسه (أنا تصفعني هذه الحقيرة؟ كل هذا بسبب ذلك الصندوق!).
أدخل يده في جيبه ولخرج منديلاً يمسح به دموعه واخرج كذلك جواله الذي اشتراه قبل يومين من أحدث الموديلات الموجودة في عالم الجوالات, مسح دموعه وأنفه ثم رأى جواله ووجد على شاشته (الرسائل الواردة =1) فتح الرسالة(عزيزي وليد الشهر عليك مبارك وننتظرك اليوم بعد صلاة العشاء في الاستراحة).
رفع خصال شعرة التي تدلت على جبهته وقال: كيف اذهب لهم وعلى خدي آثار (كف) موجع؟
اخذ يسير بسيارته ويدور في الشوارع وأصابه نوع من (الملل) الذي يصيب هذا النوع من الشبان.
أسرع سرعة جنونية تجاوز الإشارة الحمراء كاد أن يصدم شاب في الخامسة عشر من عمرة يوزع التمرات والماء على المارة ليكسب اجر تفطيرهم لان وقت آذان المغرب قد شارف.
تنهد وليد بقوة وقال الحمدلله أنني لم أصبه بأذى ووضع يده على خده يتحسس مكان الألم ثم اتجه مسرعاً إلى بيته.
وفي غرفته جلس وفتح التلفاز بعد أن افطر على ماء وإذا بالمسلسل اليومي والأم تظرب ولدها على وجهه!!
تحسس مكان الألم على خده اقفل التلفاز وهو يتحسر ويقول: ما هذا اليوم النكد؟ كل شيء يذكرني بتلك المرأة والكف المعتبر!!
فتح (البلاي ستيشن) ادخل قرص اللعبة وشاهد عرض اللعبة الذي يأتي قبل بدء اللعب فإذا الضرب المبرح بأنواعه ركز وليد على (الكفوف) وعدها وجدها تفوق الخمس ضربات, اقفل الجهاز وتذمر وسب وشتم…
ماذا افعل؟ لا أريد أن اخرج من الغرفة فيراني إخوتي وأنا بخد أحمر! قالها وليد وهو يفكر..
وجدتها.. اخرج الآن واتجه إلى الاستراحة وإذا سألني الشباب عن ما أصاب وجهي أقول إنني كنت عند طيب الأسنان وتسبب الوقت الطويل وأنا فاتحاً فمي في التهاب في جلد الخد كما ترون..
وفي الاستراحة أكثر الحديث كان عن الضرب و(الكفوف) تعقد وليد وخرج وهو يدافع عبراته..
اتجه للبيت وعلى فراشة رمى جسده واخذ يتقلب…
لم يذق طعم النوم من شده الضيق!!

هكذا انتهت قصة بطلنا وليد بما فيها من ألم وجرئه
ألم (الخكري) وجرئه تلك المرأة