بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، في البداية أشكر عشرات الأشخاص الذين أرسلوا لي يطلبون المشورة أو المساعدة في حل مشكلاتهم، وأقول لهم جزاكم الله خير على حسن ظنكم بي وجعلني الله خير مما تظنون.
وأحب أن أنوه أنه وصلني عن طريق الموقع عشرات الرسائل وتم الرد عليها جميعاً بحمد الله وتوفيقه، ولم يعرض منها إلا القليل والسبب في ذالك هو إما أن تكون المشكلة شخصية أو أنه من غير المناسب نشرها للجميع أو لأنها مشابهه في المعنى لما سبق نشره مع وجود جانب شخصي للسائل.
وأود أن أنبه لكل من أرسل لي ولم يضع الإيميل الحقيقي في رسالته أن يعذرني في عدم إيصال الجواب له، لأنني أرسل الإجابة على البريد ثم أن كانت مناسبة للنشر استأذنت صاحبها في نشرها، ومن لم تصله إجابة لسؤاله حتى الآن أرجوه أن يشعرني بذلك مع كتابة الإيميل الفعلي. حتى استطيع إعادة إرسال الجواب له.
وبقي أن أشير إلى أنني في الفترة القادمة لن استطيع الرد على أسئلتكم وذلك لظروف خاصة، ومن أصر وأرسل لي فليعذرني إن تأخرت أو لم أرد عليه. طبعاً حتى إشعار آخر وأعود للتفاعل معكم من جديد.
وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.
يوم أن كنا صغار كنا نحلم؛ (أستاذ أنا أبغى أصير طيار)، (أنا مهندس)،(وأنا مدرس علوم)،(وأنا دكتور)…
أمنيات بريئه لم تكن فعلاً هاجس مستمر أو طموح نتوق إلى تحقيقه….
وتمضي تلك السنين، وتنسى تلك الأحلام والأمنيات، وتعصف بنا هذه الحياة ونخوض غمارها برعونة ودون سابق خبرة وفي الغالب بقليل من التوجيه.
كثير منا عاش لا يدري إلى أين هو ذاهب، ولا يعرف هذا الطريق الذي يسلكه!
أنهى الابتدائية والتحق بالمتوسطة مثله مثل جميع أترابه ثم دخل الثانوية وربما في هذه المرحلة يخضع لأول قرار في حياته وفي غالب الأحيان لا يكون هذا القرار منه شخصياً فيختار القسم العلمي أو الشرعي أو غيره، ربما من أجل أصدقائه أو لأن أبواه أو أخاه نصحوه بذلك أو ربما هكذا قرر من غير سبب وجيه، وقد يكون فعلاً راغب في هذا المجال.
وبعد سني الثانوية يسقط في يديه ويبحث عن جامعة أو كلية تقبل به، وإن كان من أصحاب المعدلات العالية تعال واسمع رأي الأب والأم والمعلم وأبن الجيران و…و…و.. القائمة تطول، ثم يدرس على كل الأحوال في هذا التخصص مثله مثل غيره ممن كانوا في سنه…
- لماذا أنت هنا؟
- لا أدري!
- ماذا تريد أن تحقق في المستقبل؟
- لا أدري!
- طيب، هل لك أهداف، آمال، تطلعات، طموح؟
- هاه أن شاء الله بتخرج واتوظف.
- أقول: الله يوفقك بس!
قد يكون هناك أسباب كثيرة تتعلق بالتربية وظروف الحياة والبيئة وغير ذلك تؤثر في توجه الإنسان خصوصاً في بداياته، وليس هذا المقام للإسهاب فيها. وما أود قوله هنا أن بعض الناس (=0)!
حتى في مراحل أكبر من الجامعة وغيرها، تجده يعيش حياته كيفما أتفق، بلا هدف واضح ولا طموح دافع ولا أمل يتطلع إليه.
من العمل إلى البيت إلى المسجد وزيارات عائلية ولقاءات مع الأقارب أو الأصدقاء، يقضي حياته هكذا بنمط روتيني واحد ممل…
- كيف حالك؟
- الحمدلله عايش!
- وش جديدك؟
- أبد على حطة يدك في هالدنيا.
- طيب، وبكرة….
- يا رجال حنا عيال اليوم وبكرة يجي برزقه معه…
صحيح الأرزاق والأعمار والأقدار كلها بيد الله سبحانه، مع ذلك لا ينبغي أن تكون حياتنا (=0)، لأن أمتنا تنتظر منا أن نشمر عن ساعد الجد، إنها بحاجه إلى كل فرد منا؛ مهما كان تخصصه ومهما كانت إمكانياته.
الله جل جلاله لم يخلقنا عبث لنكون على هامش الحياة!
- لكي تحفظ منزلتك ومحبتك لدى الناس فعليك أن تحب للحق وتكره للحق، وليكن قلبك مفتوحاً للحق على الدوام.
- الصديق الحق هو الذي يرعاك في أوقات الضيق، وليس الذي يهز رأسه موافقاً لك في كل أمر.
- أنت تريد جلب حلول للمشاكل المزمنة المتراكمة منذ عصور وعصور…كيف يمكنك ذلك إن لم تملك أملاً، وإن لم تملك عزم وصبر الانتظار سنوات وعصوراً؟
- يوجد كثير من المتعلمين، ولكن قلة منهم مثقفون.
- لا يهم أين أنت الآن، ولكن المهم هو أين تتجه في هذه اللحظة.
- النجاح ليس كل شيء، أنما الرغبة في النجاح هي كل شيء.
- معظم الأفكار العظيمة وأفضلها هي أفكار بسيطة وغير معقدة.
- عدم عمل أي شيء هو قمة المخاطرة.
المصادر:
كتاب: الموازين أو أضواء على الطريق
المؤلف: محمد فتح الله كولن
كتاب: أفكار من ذهب وكتاب: حكايات كفاح
المؤلف: الدكتور كفاح فياض
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
وأي كلام أبلغ من كلام الرحمن؟
أنه أعظم وعظ،،،وأقوى حجه،،،
يزلزل القلوب ثم يحييها،،،
جئت أكتب عن الموت الذي غيب الأحباب والأصحاب، وما أنا بكاتب عفا الله عني وعنكم.
عرضت اليوم على شيء من ذكريات خلت؛ بعضهم حضرنا دفنه والبعض علمنا به متأخراً وآخرين بعدت بنا المسافة لوداعهم الأخير.
يا رب كيف هي حالهم الآن….اسألك يا رحيم ارحمهم واجعل قبورهم من رياض الجنان، اللهم اجعلهم إلى نعيم دائم ورحمة لا تنقضي…
هاهو ملك الموت يوماً بعد يوم يتخطف الناس من حولنا بأمر الله، صدق من قال أن أعمارنا بين الخمسين والستين عليه الصلاة والسلام، ونشاهد اليوم موت الفجأة وموت المرض وحوادث السيارات وأيضاً موت بسبب العين حمنا الله وإياكم!
ياه يالغرابة هذه الأجساد التي هي عبارة عن كتلة من الساعات والأيام، يا ترى كم يوم يفصلنا عن تلكم اللحظة؟ بل كم ثانية وكم نفس؟ ربي لطفك ورحمتك نرجو…
كيف أكتب عن الموت!
والرسول صلى الله عليه وسلم قال كفى بالموت واعظا؟
والله انه يكفي لمن كان له قلب.
تحتار الكلمات وتتبعثر الحروف ويسرح الخيال وتضطرب النفس ويتسارع النفس وترتعش الأطراف وينعقد اللسان، ونتسائل في لهفه وفي غصة وفي حالة طلب وترقب ووجل:
أيا رب كيف هي حالنا عندما ينفض الناس من حولنا؟
رباه إلى أين تنتهي بنا هذه الدنيا؟
ويمر بنا شريط الذكريات، ونتوقف مع بعض المواقف واللحظات بالساعات!
آه يالله أن لم تغفر لي هذا، وهذا، وهذا، وهؤلاء، وهذه الأيام، وهذه السنين، وهذه الأفعال وتلك الأقوال، وهاتيك الخلوات، والنظرات، وغفلة القلب، وغياب الضمير، وشهوة حمقاء و…و…و…و…
تاريخ حافل بالزلات والهفوات وإضاعة الأوقات، أيا رب اغفر وارحم واجبر واقل والطف واكرم، إنك على كل شيء قدير…
لا أدري ماذا أكتب!
تعجز الكلمات في مثل هذه المواقف عن التبيان والإيضاح والإفصاح..
أما قلت لكم لا شيء أبلغ ولا أعظم من كلام الجبار جل جلاله؟
أما نقلت لكم ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: كفى بالموت واعظا؟
إذاً أتركوا كلامي جانباَ،ودونكم كلام الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، ودعوني أمضي ألتمس رضى ربي.