…وبعد أن غسق الليل وهجع الناس، وآوى الناس إلى فرشهم، رنق النوم في عيناي ولم أنم!!
جلست على فراشي، أرمق السواد الكالح يتغلغل إلى غرفتي وأحس بشيء من الوحشة والظلمة، أيا ترى ظلمة الليل كانت أم ظلمه المعصية والران اسأل الله الغفران.
استغفرت الله، ثم كررت النظر إلى ذلك السواد وتساءلت يا ترى ماذا عن غدٍ؟ وكيف هو المستقبل؟
ومالي أخشى المستقبل؟ ألم أكتب في الماضي عن مستقبل حسن؟ ولكني الآن في الحاضر لمَ الكلام عن غدٍ؟ ولمَ تذكر الماضي؟
ألم أكن في الماضي بالأمس؟ بل قبل قليل؟ ما الذي أصابني؟ وكيف لا أفكر في المستقبل وهو بعد قليل؟ أليس الصبح بقريب؟
أنني ابن اليوم، ولا أتنكر لأمسي وأتطلع لغدي، ولكني كالواقف بالنهر الجاري!
وكأني بالنهر يجري، والقطرة التي مرت قبل قليل أصبحت في الماضي وهذه القطرة التي تمر الآن هي الحاضر، وتلك القطرة القادمة من بعيد هي مستقبلي!
هكذا أنا وكذا الإنسان، لحظات تمر وماضي يمضي وحاضر نعيشه وغداً نترقبه.
عُدت لأتساءل؛ يا ترى كيف هو غدٍ؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم بورك لأمتي في بكورها؟ أليس هذا من الفأل الحسن؟ وماذا عن دنيا الفتن؟ نصبح ونمسي نسمع ونرى شيءً مما يجعل القلب حزن!
دع عنك غدٍ وعش اليوم كأنك ميت غداً…
وهل بقي شيء الآن من اليوم؟ غلس الظلام، وما كنت مع الذين قليلاً من الليل ما يهجعون، ولا مع المستغفرين بالأسحار ولا حتى مع المنادين بـ “آه يا ليل” ولا ليل يسمعهم ولا حتى نهار!
مالي وهذا الكلام ولمَ لا أنام، وأستريح وأترك الآلام!
ولكن الديك صاح، أن قوموا يا نيام، واتركوا الأوهام….
ونادي المنادي الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم….
حررت قبيل فجر يوم الأربعاء 8/4/1428هـ