الحمدلله الذي منّ علينا بالإسلام، الحمدلله الذي اختارنا من خلقه وأكرمنا بهذا الفضل العظيم والشرف الرفيع… وتفضل علينا بأن جعلنا خير أمه… ونتبع خير الرسل بل أفضل البشر عليه الصلاة والسلام… أكمل لنا الدين ورضيه لنا وأتمم علينا النعم الظاهرة والباطنه … الحمدلله لا نحصى ثناء عليه… له الحمد في الأولى والآخرة…

دين شامل كامل لا نقص فيه ولا عيب، نزل به أعظم الكتب؛ القرآن العظيم كلام رب العالمين… أحق ما قيل وأصوب، وأزكى وأنقى وأسمى الكلم…

كان لابد لي من الإشارة ولو بإلماحه لشرف الإسلام وعظيم فضل رب العالمين أن أنزله على نبينا عليه الصلاة والسلام و كرمنا بإتباعه والسير على منهاجه. وليس هذا مقام الحديث عن الإسلام وإلا فالكلام كثير ويطول بنا المقام في الحديث عنه دون أن أصل لما أريد الحديث عنه في هذه المقالة…

أقول وبالله التوفيق؛ أن من الواجب علينا كمسلمين أن نتمثل الإسلام في ذاوتنا وأن نبتعد عن التنظير الذي يمر به كثير من أطياف المجتمع المسلم هذه الأيام. الدين ليس مجرد مثاليات وتوجيهات نعرفها ونفهمها ثم لا نطبقها، أو أنها صعبة التطبيق أو مستحيلة! لا أبداً بل أن الدين الإسلامي دين شامل كامل؛ دين واقعي يحاكي كل ضروف الحياة وتقلبات الزمان وصنوف المشكلات والمعضلات وحتى الأفراح والأتراح وكل ما يعتري الإنسان والبيئة والمجتمع بشكل عام من أي تغيرات ومؤثرات.

إن الله جل وعلا الذي تولى حفظ هذا الدين وجعله صالح لكل زمان ومكان، هو ذاته الذين خلق الكون وخلق كل شيء فيه، وهو سبحانه الأعلم بالأصلح لنا ولذا نجد ارتباط وثيق بين الطاعة والالتزام بالدين وبين التوفيق والتيسير في الحياة، ولو تأمل أحدنا قليلاً في المجتمع من حوله لوجد إن أنجح الناس اليوم في العالم الإسلامي بل وربما في العالم أجمع في بعض الأحوال يجد إن خلف هذا النجاح هو قوة الإيمان بالله والعمل بمرتضاه، وإن كان هناك ناجحون من غير المسلمين فنجاحهم بكل تأكيد يفتقد إلى حلاوة الروح والسعادة الداخلية، هو نجاح دنيوي لا غير، وإما الناجحون حقا هم أولائك الذين جعلوا دين الله لهم منهاجا، وعلى خطى محمد صلى الله عليه وسلم طريق يسلكونه لنيل مرادهم بتوفيق الله وامتنانه.

وإن العجب اليوم أننا أصبحنا نعد هؤلاء عداً من قلتهم رغم أن المسلمين فاق عددهم الملايين! وأرجع هذا الشيء إلى ما ذكرته قبل قليل هو تمسكهم بالصراط المستقيم وبعد كثير من المسلمين عن امتثال هذا الدين واقعاُ ملموساُ في الحياة.

وإن المتأمل لتعاليم ديننا الحنيف وفرائضه؛ يجد أن فيها من الفوائد والأمور التي تمس واقع الناس اليوم وحياتهم الخاصة والعامة، وهذا واضح لا يحتاج إلى إيضاح مثل فرض الصوم من فوائده تقوى للقلوب وتقوية للأبدان وفيه تزكية للنفس وكذا الصلاة فيها احترام المواعيد وهي الصلة بالله لعظمها، والحج وروح المجتمع الواحد والزكاة فيها من الرحمة والشفقة والتكافل…إلى غير ذلك من التقرب إلى الله بصنوف الطاعات والعبادات والنوافل القلبية  والفعلية…

وعلى هذا أدعوا نفسي وكل من يقرأ حرفي هذا؛ أن نمتثل دين الله واقعاً في حياتنا وأن نلتزم به قدر الإمكان وأن يكون نصب أعيننا في تعاملنا مع الآخرين وفي تعاملنا مع أنفسنا وقبل ذلك في تعاملنا مع الله جل جلاله، حتى نظفر بالفوز والنجاح في الدنيا والآخرة، وعلى كل الأحوال نحن الذين في حاجة الله دائماً وهو الذي في غنا عنا دائماًُ…