الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله…
إن من سنن الحياة التقلب والتبدل وتغير الأحوال، لا شيء يدوم وما من شيء إلا ويفنى… ولله الحكمة من قبل ومن بعد…
كنت ولا أزال مطلع على كثير من أحوال الناس، فأجد منهم الساخط ومنهم المتألم والآسي والمضطرب والقلق ومنهم من يمر بضيق مادي أو وظيفي أو اجتماعي أو نفسي إلى غير ذلك من أحوال الناس التي لا تنقضي…
طبعاً لا يعني هذا أن هناك من يعيش في سعادة وهناء، اسأل الله أن يزيدهم من فضله… لكني لا أعنيهم هنا في مقالي هذا…
هنا أود أن أتطرق إلى جزئيه بسيطة في هذ الموضوع الذي أعلم تماماً أنه لا يكفيه مقال متواضع من مثلي. بل أنه يشغل المختصين والمستشارين والمصلحين الذين لهم باع طويل في حل المشكلات الشخصية والاجتماعية…
ما أود قوله هنا أن الحياة أوسع وأشمل وأكبر مما نتصوره ومما يخيل لنا، بل نحن الذين نضع الحدود لأنفسنا ونضيق الخناق على أنفسنا دون أن نشعر بذلك…
كيف والعالم رحب فسيح جدا… ولو تأملنا قليلاً لوجدنا صنوف وألوان وأنواع من كل شيء… بل حتى في تنوع الطبيعة الجغرافية والمناخية وكذلك الأجناس والناس والبلدان والأزمان… وهذا دلاله على أن هناك خيرات كثيرة…
قرأت ذات ليله أن مهندساً أصبح إعلامياً مشهوراً وأن صانع أحذيه أصبح عالماً فذاً وأن معلماً أصبح تاجراً مشهوراً والقائمة تطول….
وذاك يترك بلده يبحث عن لقمة العيش فيعود بالخير الوفير، وآخر يترك وظيفته ويعمل على سيارته، وآخر يكمل دراسته، وغيره يقطع دراسته ليعمل…
تأملت ذلك فأيقنت لو أن هذا أقتنع بوضعه الحالي وأصر على أن يعمل به وحصر نفسه في هذا المجال لما أصبح ما أصبح!!
هذا على سبيل المثال في مجال الوظيفة والعمل. وأما في مجالات الحياة الأخرى الاجتماعية كانت أو الدعويه، ففيها من القصص والوقائع ما هو أغنى وأكثر…
هذه دعوة بكل بساطه إلى التأمل وسعة التفكير وأن نعطي أنفسنا مجال أكبر للبحث والإطلاع وعدم تضييق خناق التفكير وحصر الذات في دائرة صغيرة قد تؤدي إلى الهلاك…