(لأن بقيت إلى رمضان المقبل ليرن الله ما أفعل!!!)

بهذه الجملة ختم رمضان هذا العام؛ بل بهذه الجملة ختمنا رمضاننا هذه المرة!!

موسم عظيم…ورحمات بالعباد تنزل…وفضل من الله ينعم به علينا…نفحات إيمانيه وفرص ثمينة…
ليالي فاضلات…صوم وقيام…صدقة وإطعام…تلاوة قرآن ودعاء…ذكر واستغفار…توبة وإنابة…بر وصلة…تزاور وتناصح…
هكذا وغيرها من الأعمال من الثقيلة في الميزان الخفيفة على بني الإنسان…لكن هيهات هيهات من منا أدركها وعقلها…والأهم من منا عمل بها وأخلص لله فيها؟؟

الليلة الأولى مباركه وفرح واستبشار…ودعوات على الإفطار…ثم ليلة وليلة حتى ينتصف الشهر ويقترب من الرحيل…ثم يخمد الحماس…وتبرد النفس…وتضعف الهمة…وتزداد الذنوب…ذنب يعقبه آخر وآخر…وتزدان الليالي بعصيان الباري…ويكثر النوم عن الصلوات وكأنها ليست من الواجبات…

ثم في لحظه إذ بنا في العشر الدرر…عشر العتق من النيران…ليالي فيها أعظم ليلة على الإطلاق…أيام أقضت مضاجع الصالحين…وشمر فيها عن ساعد الجد الأولين…وأما نحن!!
فقد تمكن منا الهوى وبقينا في غفلتنا…وانتصف أو أقل صف الصلاة…ونام النائمون…وغفل اللاهون…

حتى…حتى…إذا ما جاءت لحظه صحوة!…قلنا آه فات رمضان وانقضى…والله غفور رحيم…
وموعدنا مع…مع…مع القرآن؛ والتوبة؛ والمحافظة على الصلاة؛ والقيام؛…..موعدنا في مثل هذه الأيام من ذاك العام…
والله ليرن الله ما أصنع!! إني فاعلاً وفاعلاً…وقد صدق(وصدقنا)، وسوف يرى الله خيبتنا وغفلتنا…واستمرارنا في التسويف والمماطلة…والطامة الكبرى؛ أننا المتحاجون…الفقراء المساكين…والله هو الغني عنا…وهو المتفضل علينا….

لكني أرجو أن (نكون) ممن وعى وفهم…ولو بعد حين…ولو بعد حين…واستفاق من غفلته…وهب من نومته…وأدرك ولو ليلة!…وأدرك ولو ست من شوال…وأدرك ولو عرفة والحج…أو أدرك يوم عاشورا…
ثم بقي على هذا الطريق…جعل حياته في ظل هذه الآية الكريمة: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

وعاش لله…ومع الله…وفي الله…حتى يلقاه وهو راض عنه غير غضبان…