الأربعاء 17 يونيو 2009
سؤال تبادر إلى ذهني في الوقت الذي نرى فيه كثير من شباب الأمة يجري خلف شهوات زائلة وآمال خداعة…. ذاك أتخذ له خليله وهذا يبحث عن رفيقه وآخر يتفاخر بعدد الصاحبات وغيره يجوب الطرقات يرمي النظرات تلو النظرات دون الخوف من عالم الخفيات الله رب العزة والجلال….!
تأملت كثيراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلكم السبعة الذين بأعمالهم بهممهم بطموحاتهم بسمو نفوسهم نالوا أعلى وأسمى الدرجات ففازوا بظل من ؟ ظل من لا ظل إلا ظله، الله مالك الملك سبحانه….
حينما عظم الله في نفسه وخشاه حق ما يخشاه وحقق معنى التقوى في ذاته وراقب الله…. عندها علم أن ما عند الله أعظم وأبقى وأدوم وأجمل وأروع…. مضى يردد من يتق الله يجعل له مخرجا… من ترك شيء لله عوضه الله خيراً منه…
هو ذاك الذي رأى زخرف الدنيا وبهجتها…. لم يسلك سبل الغواية ويبحث عن مهاوي الردى…. لم يشتهي الحرام، بل الحرام أتى إليه!!! دعته ذات المنصب والجمال فقال إني أخاف الله… يا الله ما أتقاه وما أخشاه … استحق بجداره ظل الرحمن لأنه عرف من هو الرحمن خاف عقابه ورجا ثوابه وتاقت نفسه إلى ما عنده… إني أخاف الله!
أين من يركض خلف الساقطات؟؟ أين من يبحث عن خليلة تآنسه تسعده وما درى المسكين أنها التعاسة بذاتها بل هي الرذيلة والسقطة والزلة والعار والخسار في الدنيا وفي دار القرار….
أمسكي أنت؟ ومن هو هذا المسكي؟ أنه فتى أودعه الله جمال ووسامه ما شاء الله له… كان يجوب الطرقات يبيع بعض المتاع…. ولحسن مظهره وجمال مخبره…. فتنت به امرأة فهامت به حبا وكادت له المكيدة…. ونادته أن تعال لتشتري منه ما يبيع…. فأقبل بحسن نية … فغلقت الأبواب وأرادته لنفسها… امتنع وامتنع وخوفها بالله مراراً …. فما استجابت ولا إلى ربها أنابت…. رأى منها هذا الإصرار…. فكان منه القرار أن لا فرار إلا بدخول دار الخلاء…. طارت بذلك فرحاً ظنت المسكينة أنه لها يستعد ويتنظف…. أخذ يفكر كيف الخلاص والفكاك من هذا البلاء والامتحان…. وكان القرار الشجاع أن لطخ نفسه الطاهرة بالقاذورات وخرج إليها…. فنهرته وطردته وأبعدته….خرج يركض وأنظار الناس تتجه نحوه…. لم يلتفت كان قلبه يكاد أن يخرج من مكانه فرحاً أن نجاه الله من حبالها والسقوط في الرذيلة والعار…. دخل داره أزال النجاسة وتطهر…. فما تركه الله بل أكرمه في الدنيا قبل الآخرة…. أبدله الله برائحة المسك حتى عرف بها…. ولازمته هذه الرائحة حتى توفاه الله…. فما زالت به حتى بعد موته…. بل وكتب على قبره (المسكي) ….
يا الله ما أعظمك وأكرمك….وما أروع هذا المسكي…. لم يخدعه شيطانه وينساق خلف تلك الفتاة…. بل عرف الله فعرفه …. فكان له جزاء الدنيا…. والله عنده في الآخرة الجزاء الأوفى….
يا من بالدنيا أغتر …. وعن طاعت ربه فتر …. ودعته نفسه وشيطانه وهواه إلى عصيان ربه فما تاب ولا إلى ربه آب وعاد…. أما آن الأوان أن تتوب وإلى ربك تقبل وتعود…. إنها والله أيام بل ربما لحظات…. فيقال فلان مات! عندها والله لا تنفع الويلات ولا التوسلات…. أدرك نفسك ما دمت الآن قادر….
كن أنت مسكي الزمان…. اعرض عن داعي الشيطان…. واسمو بنفسك عن الرذائل وخدع الشيطان…. احفظ الله يحفظك…. اتق الله ينجيك…. كن لله كما يريد يعطيك أكثر مما تريد ويزيد…. وتذكر دائماً أنك تتعامل مع الله في كل شؤونك…. فمن راقب الله فاز والله فاز….
3 مايو 2010 في الساعة 4:08 pm
شكرا على مجهودك الرائع
6 مايو 2010 في الساعة 3:02 pm
شكرا على المدونه الجميلة و بالتوفيق دائما
31 أكتوبر 2010 في الساعة 7:08 pm
الف شكر لكم شكرا
16 مارس 2011 في الساعة 4:35 pm
اكثر من رائع ومااحوجنا ان نكون مثله