الخوف حالة عاطفيه تحصل للإنسان نتيجة لموقف معين أو لإعتقاد معين تبناه من تلقاء نفسه أو من مؤثر خارجي. وقبل ذلك يولد الإنسان خالي تماماً من مشاعر الخوف ومع مرور الأيام والتقدم في العمر يتشكل الخوف في ذهن الإنسان ثم يكبر حتى يسيطر على تفكيره فينتقل ذلك إلى سلوكه.

قد لا يخلو إنسان من حالة خوف مرت به في مراحل عمره وهذا أمر طبيعي لأنه كما تقدم حالة شعوريه تبدأ صغيرة وإما أن يكبرها التفكير حتى ترسخ وإما أن يصغرها فتختفي حتى تأتي حاله أخرى، فهي حالة تتكرر على الإنسان طيلة حياته ولكن هناك من يتلبسه الخوف حتى يؤثر على مسيرته في حياته وهناك من يعالجه حتى يزول.

ولكي يتضح هذا المفهوم أكثر فإن الخوف ثلاثة أنواع كما وضحت ذلك الكاتبة (Sharon Pearson) : الخوف بأن لا تكون مقبول عند الآخرين - الخوف من عدم القدرة - الخوف من عدم الإنتماء. معظم أسباب الخوف لا تخرج عن أحد هذه المصادر. والخوف عندما يصبح فكرة تسيطر على عقل الإنسان تمنعه من أن التقدم في حياته أو ضياع فرص هو أولى بها، على سبيل المثال حينما يعتقد الإنسان أنه غير مقبول لدى الآخرين إما لشكله أو لونه أو مستوى تعليمه أو لأي سبب كان فإنه يشعر أنه أقل من الآخرين وليس جدير بأن يتعامل معهم وقد لا يجد الحب والحفاوة والتقدير، والنتيجة المحتمله في هذه الحالة هي فقدان الثقة بنفسه وربما يختار العزلة بديل عن المشاركة والتفاعل مع الناس. قد يكون هذا الاعتقاد لديه فقط بينما الآخرين لا يشعرون بذلك تجاهه وربما أبدى ذلك بعضهم (وهنا يكون مؤثر خارجي) ولكن بكل تأكيد ليس كل الناس حوله كذلك. والحال كذلك عند الخوف من عدم القدرة على العمل في مجال معين أو عدم القدرة في التعامل مع الطرف المقابل أو غيرها من المعتقدات التي تتعلق بعدم الكفاءة، وقد تجد أن قرار عدم الكفاءة صادر من مخليته وهو لم يجرب قط!. وفي الحالة الأخيرة التي تتعلق بالخوف من عدم الإنتماء، يحدث هذا عندما يكون الفرد عضو في مجموعه عمل أو علاقه اجتماعية حينما يرى نفسه في مكان غير مناسب بينهم أو أنه أقل منهم قدره في التواصل أو يختلف عنهم في الطباع، فينعكس ذلك على سلوكه فيصبح أقل عطاءً وأكثر تشتتاً وخوفاً.

ولكي نتخلص من هذه المخاوف علينا أن نعيها ونفهمها أولاً ونعلم مسبباتها وهذا هدفي من هذا المقال، وبعد أن نعيها نسعى جاهدين لمواجهة هذه المخاوف ومعالجتها بأنفسنا أو بمساعدة من نظنه قادر على ذلك حتى لا تكبر ونخسر الاستمتاع بعيش حياة طبيعية خالية من الخوف.