أن هذه الحياة لا تخلو من مشاكل ومنغصات والآم وأحزان، وهذا لا يعني أن ليس فيها فرح وسعادة وأنس وبهجة وسلام ووئام, لا أبداً بل هي مزيج بين هذا وذاك.

وقد يضعف الإنسان ويقع في وحل الآثام أو في لجج المآسي والآم وقد تضيق نفسه وتكثر وساوسه وقد يُظلم أو يُسلب أو يتكالب عليه الناس وقد يصبح فقيراً معدوماً أو يخسر عمله أو يصاب في أهله وولده…

ومع ذلك أقول لمن أبتلي بمثل هذا:

لا تعجز ولا تيأس، حتى لو مرضت أو تعبت أو ضاقت بك الحيل وانقطعت بك السبل وادلهمت الأمور وأصبح كل شيء في نظرك معتم مظلم وحتى أن أصابك ما أصابك من فتن الزمان ومصائب الأيام…

أرفع رأسك للسماء وقل يا الله…

أبق في نفسك بصيص أمل وثق بالله وتوكل، وتذكر قول الله سبحانه في الحديث القدسي(أنا عند ظن عبدي بي) وتذكر أيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه)

كن بالله واثق ولقضائه وقدره قانع وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك.

ولا تركن أو تستهين أو تلين بل أبحث وأبذل وأسع وأعمل وستجد الله سبحانه عوناً لك بإذن الله.

وأنظر للحياة من الجهة الأخرى وأحمد الله على نعمه وتأمل فيما وهبك الله من قدرات وأنهض بنفسك للعلا، وإياك أن ترضى بالدنا، علق قلبك بالله وأجعل حياتك لله وبالله ومع الله، وكن ذو همه وطموح وتذكر أن الحياة (حلوة خضرة).

هيئ نفسك لتكون لله مشتاقة لربها تواقة، للخير مقبله وللشر مدبره.

كن كالشمس المشرقة في عطائها، وكالقمر في حسنه، وكالنجم في ضيائه.

أنك تتعامل مع الله، فكن به واثق وعليه متوكل وقلبك به أشغل وفكرك به أملأ ولسانك بذكره ألهج

ولا تقلق وردد دوماً:

(إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)