إن أهم ما على الإنسان هو نفسه!

بمعنى كثير ما نرى اليوم استثمارات في الأموال وفي الأعمال والصناعة و..و…الخ

وإن أهم من هذا كله هو استثمار الإنسان نفسه، والاستثمار البشري بشكل عام…

على سبيل المثال وحتى أقرب الصورة، اهتمام الشخص منا بتطوير نفسه وتصحيح عيوبه والارتقاء بذاته وتزكيه نفسه وتجديد التوبة وتعلم الجديد والقراءة إلى غير ذلك من الأمور التنموية الشخصية هذا في (اعتقادي) أهم استثمار على وجه الأرض! لأن جميع الاستثمارات الأخرى قائمه عليه.

ويترتب على ذلك الاستثمار البشري، وأقصد به التعليم والتربية والمؤسسات التعليمية والتنموية والتدريبية والإنسانية والاجتماعية التي تعنى بذات الإنسان، فهي من أهم مقومات الحياة…

وبعد هذه المقدمة أقول: أن الكل ينشد الكمال وهذا محال بطبيعة الحال، ونحن المسلمين ميزنا الله بأن بعث فينا أكمل البشر وأفضلهم وسيدهم عليه الصلاة والسلام وأن الاقتداء بأفضل الخلق شيء لا يعدله غيره وتطلع لا يعلوه شيء…

وبما أن من طبيعة البشر النقص والتقصير والضعف (فإني أقترح) أن نحدد مسار شخصيتنا بما يتوافق مع إمكانيتنا وميول كل منا الطبيعية والمكتسبة بشرط أن لا تكون خارجه عن الحدود الشرعية…

مثلاً: لا نأتي لمن فيه شيء من الحكمة والفطنة والعدل والرزانة ونقول له اجعل شخصيتك فاكهيه وشارك الناس في الأنشطة الرياضية وأجعلها من اهتماماتك وننصحك بمتابعه الأخبار السياسية!
هذا يتناقض مع تطلعاته وبالتالي وإن قام بذلك فأنه لن ينجح…

لكن ماذا لو نصحناه بأن يتجه إلى التعليم مع إكسابه بعض الأمور التربوية!
أو اتجه إلى الإصلاح الأسري وحل المشاكل الاجتماعية…
أو حتى اتجه للقضاء بعد التحصيل العلمي المناسب…
فترة بسيطة ونراه منتج بل ومتألق في مجاله…

لذلك أقول على كل منا أن ينظر فيما وهبه الله وميزه عن غيره من صفات وأن يرى ما الذي يميل إليه ويجد أنه لو أستمر في ذلك سينجح ويحقق ذاته، وإن كان يجد صعوبة في اكتشاف ذلك لا يضره أن استشار من حوله ممن لديه خبره أو ممن عاشرة وعرفه جيداً…

وحينما يكتشف ميوله عليه أن ينظر إلى القدوات ويأخذ من كل واحد ما يناسبه، على سبيل المثال:

أحمد فيه صفات كثيرة جيده ومنها الحلم والأناة وهي تنقصني إذاً أقتدي بأحمد في هذا.
عبدالله من صفاته الكرم.
خالد قيادي.
محمد عملي ومنتج.

وهكذا من كل قدوه (أقصد بالقدوة أن يكون شخص له مكانته وفضله في المجتمع سواء على المستوى المحلي الصغير أو على مستوى الدولة أو على مستوى أكبر) يأخذ ما يناسبه ويقوم بمحاكاته لا أقصد أن يكون نسخه طبق الأصل لا، بل يتخذ له أسلوبه الخاص الذي يميزه وذلك من خلال الاستفادة من المحاكاة للقدوة.

مع الوقت تجد أنك أمام شخصية رائعة متميزة فريدة من نوعها…