حينما تريد أن تقنع الشخص الذي تتحدث معه عن أمر ما، أو حينما تريد أن تدير الحوار بشكل جيد بحيث يفهم الطرف الآخر ما تريده، وإن كنت في أغلب علاقاتك وجلساتك تسعى إلى أن تكون مثمره ولها نتيجة محدده….

وإذا كنت ترغب في أن تكون شخصاً فاعلاً مؤثراً، أقترح عليك الاهتمام بهذه الأركان التي (بإذن الله) لها دور رئيسي وهام في ذلك:

1- لغة البدن.
2- الصوت.
3- الكلمات.

دعونا نفرد كل ركن بشيء من التفصيل:

1- لغة البدن: وهي ذات التأثير الأكبر حيث يمثل نسبة تأثيرها في الآخرين (70%).
والبدن يشمل العينين واليدين والجسد كله، وحتى يتضح المقال نأتي بمثال:
حينما تكون في حديث مع شخص آخر وأنت شارد بعينيك هنا وهناك فأن هذا له دلاله على عدم اهتمامك بما يقول، عليك أن تركز يعينك عليه ولا يعني هذا أن تحرجه بشدة التركيز بل تراوح وتنظر إليه على فترات متقاربة، وبالنسبة لليدين إذا كنت قد وضعتها في جيبيك فهذا يعني أن لديك أشياء لا ترغب في الإفصاح عنها أو انك متضايق من الوضع الحالي، أما إذا كنت تحرك أصابعك بشكل عشوائي فربما أن هذا إشارة إلى شيء من التوتر، وإذا كانت يديك مضمومة إلى الصدر بشكل مغلق يعني انك متحفظ في الكلام الذي تقوله أو انك لم تقتنع بالكلام الذي تسمعه!
حسناً الوضع الجيد لليدين في هذه الحالة إما أن تكون الكفين مبسوطة وهذا يعني انفتاح وتقبل للطرف الآخر أو أن يكون كف على كف بشكل يوحي بالحميمة.
وبالنسبة للرأس والصدر جيد أن يكون متقدم إلى الأمام جهة الشخص الآخر، فإذا كان متجه إلى الخلف فكأنه يوحي للنفور والبعد عن الشخص المقابل!.
وأما الأقدام إذا كانت منفرجة ومتباعدة يشير هذا التصرف إلى شيء من السيطرة والاستعلاء، وإذا كانت الأرجل ملتصقة ومتجهه إلى الخلف فهذا ربما يعني التحفظ أو الخوف، أما إذا كان اتجاهها إلى جهة الباب فهذا يدل على الرغبة في الخروج أو الهروب من هذا الموضوع!
وأنسب وضعيه للأرجل أن تكون في الوضع العام المتزن بشكل لائق مناسب للجلسة.

2- الصوت: ويأتي تأثير الصوت بالمرتبة الثانية بنسبه (23%).
لو كان صوتك خافت وضعيف اقل من المعتاد فهذا إشارة إلى إما ضعف في الجسد وتعب أو الحياء أو الملل، وإذا كان الصوت مرتفع أكثر من الطرف الآخر هذا دليل على الغضب أو الاستعلاء أو العجلة!
والتنوع في موجات الصوت مطلب مهم مثلاً: عند الكلمة المهمة تكرر عدة مرات بحيث لا يكون التكرار مزعج مع ارتفاع بسيط للصوت وعند الأسى والحزن والتفاعل مع الطرف الآخر يقل الصوت نسيباً.

3- الكلمات: وهي ذات التأثير الأقل بنسبه (7%).
نعم حسن اختيار الألفاظ والكلمات له دوره المهم في إيصال المعلومة، لكنه يبقى الأقل تأثيراً!!
لأنه لو كنت تحفظ العشرات من الكلمات المتميزة الشيقة اللافتة للانتباه، لكنك لم تستخدم معها نبرة صوت معينه ولا حركه مناسبة من جسمك فإنها لن تودي عملها بالتأكيد.
إذا أردت أن تحدث رجلاً ما عن موضوع محدد مثلاً عن زحمه الطرقات في المدن الكبرى فعليك جمع بعض المعلومات المساعدة ومعرفه أنواع السيارات من حيث الأحجام ومعرفه أوقات الزحام وهكذا من حتى تستطيع أن تكون خلفيه جيده. (هذه عبارة عن كلمات).

وبعد أن تعرفنا على هذه الأركان الهامة يتبادر إلى ذهن أي واحد منا كيف أطبق ما تقدم؟
حسناً سآتي بمثال واحد ويمكن القياس عليه…

قمت بزيارة احد أصدقاءك في منزله وأنت تعرف أن والده تاجر في الملابس الرجالية.
وبعد أن تناولت القهوة دخل والد صديقك مع انك لم تقابله من قبل!
حقيقة ربما يبدو الأمر محرج نوعاً ما، لكن تستطيع بإذن الله أن تجاريه في الكلام حتى ينتهي اللقاء بسهوله.
أنت لديك الآن معلومات مسبقة عن الرجل، تاجر ملابس، في عمر والدك، ربما تعرف منطقته التي ينتمي إليها، تعرف بعض عاداته وتقاليده من خلال علاقتك بابنه.
في البداية عليك أن ترحب به بعد السلام عليه، ثم تبادره بالسؤال عن أحواله ثم تحادثه فيما يحبه هو متخصص فيه تسأله عن التجارة وعن بداياته وكيف كانت التجارة في البداية صعبه إلى أن وصل إليه الآن، طبعاً يكون وجهك وجسمك متجه إليه نظراتك تتجه إلى وجهه بأدب وتكون منصت ولا تقاطعه وتحاول أن تحاكيه في اتجاه الرأس إذا كان يميله إلى إحدى الجهات وأيضا في الجلسة خصوصاً إذا كنت مقابلاً له أضف إلى ذلك كلمات التأييد مثل (نعم – صحيح) والإشارة بالرأس والابتسام وفي الصوت أيضا لو افترضنا انه رفع صوته ليشرح أمر ما وضايقك ذلك بالإمكان أن ترفع صوتك بدرجه قريبه من صوته بحيث لا تعلوها ثم تتدرج في الانخفاض حتى يصل إلى المستوى الطبيعي…

في نهاية الجلسة تجده قد سُر منك واستأنس بالحديث معك…

يمكن تطبيق كل هذا على أي شخص سواءً في لقاءات رسميه أو ودية مع مراعاة المحاكاة (وليس التقليد) بحيث توافقه في بعض الحركات ونبرة الصوت ولا يكون هذا مؤثر عليك بشكل كبير بل ليكون مدخلاً لك حتى تصل معه إلى مستوى تستطيع من خلاله أن تقنعه بما تريد أنت.