قال الله تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)سورة القصص آية (77)

تأملت في هذه الآية قليلاً ثم فتحت تفسير ابن كثير فوجدته يقول في تفسيرها:

(وَقَوْله : ” وَابْتَغِ فِيمَا آتَاك اللَّه الدَّار الْآخِرَة وَلَا تَنْسَ نَصِيبك مِنْ الدُّنْيَا ” أَيْ اِسْتَعْمِلْ مَا وَهَبَك اللَّه مِنْ هَذَا الْمَال الْجَزِيل وَالنِّعْمَة الطَّائِلَة فِي طَاعَة رَبّك وَالتَّقَرُّب إِلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْقُرُبَات الَّتِي يَحْصُل لَك بِهَا الثَّوَاب فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ” وَلَا تَنْسَ نَصِيبك مِنْ الدُّنْيَا” أَيْ مِمَّا أَبَاحَ اللَّه فِيهَا مِنْ الْمَآكِل وَالْمَشَارِب وَالْمَلَابِس وَالْمَسَاكِن وَالْمَنَاكِح فَإِنَّ لِرَبِّك عَلَيْك حَقًّا وَلِنَفْسِك عَلَيْك حَقًّا وَلِأَهْلِك عَلَيْك حَقًّا وَلِزَوْرِك عَلَيْك حَقًّا فَآتِ كُلّ ذِي حَقّ حَقّه ” وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّه إِلَيْك” أَيْ أَحْسِنْ إِلَى خَلْقه كَمَا أَحْسَنَ هُوَ إِلَيْك ” وَلَا تَبْغِ الْفَسَاد فِي الْأَرْض ” أَيْ لَا تَكُنْ هِمَّتك بِمَا أَنْتَ فِيهِ أَنْ تُفْسِد بِهِ فِي الْأَرْض وَتُسِيء إِلَى خَلْق اللَّه ” إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ “)

ثم تأملت في حالنا فوجدت عجباً!!
يبدو أننا تجاوزنا أول الآية واقتبسنا “ولا تنس نصيبك من الدنيا” حتى صرنا لا نذكر إلا نصيبنا من الدنيا لدرجة أن منا من تجاوز حد المباح.
لذلك لا نعجب أن نجد في مجتمعنا الكثير من الأمراض النفسية والمصائب والنكبات لأننا تذكرنا جيداً نصيبنا من الدنيا وزيادة ونسينا “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة”
ووظفنا المال والمواهب والقدرات والمناصب والأجساد وكل شي لصالح الدنيا، والله المستعان…
لذلك أدعو نفسي وإخواني أن نعيد حساباتنا ولا تكون الدنيا أكبر همنا…
ونجتهد ونتقرب إلى الله بأعمالنا حتى يرضى الله عنا وتصلح كافة شؤوننا…
و والله السعادة والراحة لا تكون إلا بالقرب من الله واللجوء إليه في كل أحوالنا في سائر أوقاتنا…
فالله الله في علاقتنا بالله.