الأربعاء 22 نوفمبر 2006
أخي العزيز… لا أدري لماذا أنا هكذا؟ أحس با لعدمية‘بالتلاشي..بالجوع الخفي الذي يقتحم خلجات تفكيري فينسج فيَّ خيوط الظلمة وتشرع عناكب الهموم با صطياد فراشات الفرح الطائرة نحوي.. أنا يا صديقي أعاني من وعكة في الروح ..ونقص في الحنان ..ومن هواجس تترى تتسلل على حين غفلة لا أشعر بها تعكر صفاء نفسي وتديم قتامتي وتأبَّد الظلام فيَّ حتى كأني والليل توائم خلقنا معا من رحم السواد.. لو ترى كيف أنا يا صديقي..؟ كهذا الوطن ممزق تنهشني خفية دبابيس الإحساس بالضياع ،والفشل والخيبة ، يعتريني الإهمال ويجللني سقم الإحباط البليد.. أنا يا صديقي ليس لي في الحياة ما يرفع مني أو يشعرني بالكرامة سوى قيم وقلم ينثر ما يسكنني ويوجوهر كلماتي ويحيل آهآتي إلى لاليء شجون ثمينة وينحت لي في الذاكرة موقعا..لكن يا صديقي ثمة إحساس يسكنني أن واجبي تجاه ما أجد في الحياة من آلآم ومآسي لم يؤد دوره..وأحس أني مغروس في قلب هذا التشيؤ الميت ولم أرقى به إلى أن يكون حيا ..يا صديقي أنا مهموم اللحظة ، مأزوم الساعة ..أتنفس الهم وأعتلك الكربة .. أشرعت يا صديقي نوافذ قلبي لانفلات النسيم الهادئ الذي يعبر الشرفات والبيوت المطلة على الشوارع ويداعب أغصان الشجر ..أتوق إلى بللٍ يبدد هذا الجفاف المتيبس في أعماقي..يا صديقي مثخن أنا بجرح خفي وضيق خافت تسكنني ندامة أبدية ..أحس الوهم يسيطر على وجودي وتفكيري ..أحس الغربة الدفينة تطل برأسها كأفعى ..أصدقائي يا صديقي هجروني لم يستوعبوا أفكاري أو حالوا أن يفهموني ..أنا حيٌ يا صديقي وتلك مشكلتي أني لم أمت بعد لم ادفن نفسي ولم أئد أشواقي وشموخي أو أخرس في أعماقي صوت الروح العالي … مشكلتي أن نفسي تعاف إدمان الزيف ، وقلب الحقائق وصناعة الكيد ..ولم أتعاطى جرع التخدير الذي يجعلك تزَّمن سويعات فرحك وهدوئك وتنسى انك بعدها ستدخل في حالة ألم طويل صديقي عصام.. أحيانا تمنحنا الأقدار أشياء لا نستحقها وأخرى تسلبنا أشياء نستحقها وتمنحنها لمن لا يستحقها ونحن يا صديقي منحتنا الألم وسلبتنا الراحة لك التحية
الجواب:
بسم الله
في البداية أشكر لك ثقتك بي، واسأل الله العلي القدير أن يفرج همك.
أخي الكريم سوف يكون ردي على هيئة وقفات لكل واحدة منها عنوان يميزها ليسهل استيعابها وحفظها…
• (ما تركز عليه ستحصل عليه)
أخي عليك أن تعتقد بأن ما أنت فيه أمر عارض كسحابة صيف، وأنك تستطيع أن تتخلص منه بإذن الله، وما هي إلا فترة بسيطة وتنقشع السحابة ويعقبها الصحو والنقاء والراحة. ولو طال بنا الأمر لازدادت الحالة سوءً، لذلك أعزم عليك أن تعتقد تماماً أن هذه حالة مؤقتة وستزول بإذن الله.
• (الحمد لله على عطاياه)
ربما الهم الذي أصابك سببه فقدان أمر ما، أو رغبة في الحصول على شيء ولم تستطع أن تناله، أو حدث أصابك، فأعلم يا أخي أن الكمال لله وحده سبحانه. وعدم تحقيق مرادك لا يعني أنك فاشل أو أقل من غيرك، لا أبداً. أرض بما قسم الله لك وتوكل على الله وابذل الأسباب وكن واثقاً من الله ثم من نفسك، وإن لم تحقق رغباتك فإنك بإذن الله قادر على تحقيق نجاحات أخرى تميزك عن غيرك.
• (استبدل نظارتك)
أخلع نظارتك السوداء! واستخدم النظارة الخضراء، فإن الحياة جميلة بما فيها مآسي، وأنظر للحياة كبستان فيه الكثير من الزهور والثمار اليانعة، ولا يخلو بستان من أشواك ونحوها ويبقى البستان مليء بالنظرة والخضرة. ثم إن شئت بعد أن تستمتع بهذه المناظر أخلع النظارة الخضراء وضع على عينيك النظارة البيضاء وأنظر كيف هي الحياة صافية نقية زاهية ساطعة فيها كل شيء جميل، أهلك أحبابك أصحابك المخلصين الأماكن التي تحبها والألبسة والأطعمة والمشروبات التي تحبها…
أرأيت كم هي الحياة رائعة؟ بكل ما فيها من منغصات وشوائب!
• (في بطن الحوت)
أتذكر أخي قصة نبي الله يونس عليه السلام؟
ابتلعه الحوت وبقي في ذاك المكان الموحش المظلم وحوله ما في بطن الحوت من مأكولات وسوائل، وهو في هذه الحالة من الضيق والكرب رفع يديه إلى السماء ودعا الله عز وجل أن ينجيه فاستجاب الله له وأخرجه من جوف الحوت.
رحمة الله لا يعدلها شي وفضله أوسع من كل شيء، أنطرح بين يدي الله واطلب منه أن يفرج همك وينفس كربك وأن يسعد قلبك ويشرح صدرك، جدد التوبة وتقرب إلى الله بالطاعات، أحرص على الفرائض وأكثر من النوافل، وأكثر من ذكر الله (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
• (كم أنت رائع)
أجد قلمك سيال معطاء، تجيد رسم الحرف وصياغة الكلم، ولا شك عندي أنك تملك أكثر من هذا فأنشط يا أخي وابحث عن ما تجد انك تستطيع عمله وأنظر فيما وهبك الله من إمكانيات وقدرات وسخرها في العمل الجاد النافع، اشترك في جمعية خيريه أو في مكتبه أو في مجال تطوعي أو قم بعمل مشروع خاص بك وأشرك من تحب معك، سوف تكون أفضل بإذن الله.
اسأل الله أن يشرح صدرك ويسعد قلبك وأن يوفقك لخيري الدنيا والآخرة.
وهذه روابط لعل أن تجد فيها إضافة لما تقدم شيء ينفعك:
http://www.essam-1.com/wp/?p=62
http://www.essam-1.com/wp/?p=72
23 نوفمبر 2006 في الساعة 11:42 pm
أخي عصام..
جزاك الله خير على كلماتك ونصائحك..
فهي لاشك تفيد السائل والقارئ..
ولاأخفيك سراً بأنها أفادتني كثيراً..
دمت لمن تحب..:)
أخوك
:)
24 نوفمبر 2006 في الساعة 12:17 am
الحمدلله
وفقكم الله