مررت قبل سنوات بأرض مليئة بمعدات البناء والسيارات والرافعات ونحوها…
كانت هذه الآلات والسيارات في أعماق هذه الأرض بأمتار أو ربما كيلومترات عن سطح الأرض…
مرت الأيام واتيتها فوجدت أن البناء قد ارتفع ووصل إلى حد مستوى الأرض…
ثم أيام وشهور وإذا بالبناء يرتفع أكثر وأكثر…
حتى أصبح اليوم من أعلى وأشهر البنايات في العالم ويعتبر من معالم البلاد الرئيسية…
تفكرت قليلاً ذات ليله وقلت محدثاً نفسي: أن النفس البشرية أحق بأن تبنى وأن نغوص في أعماقها وأن نعيد بنائها حتى تصبح علماً بارز في البلاد بل في العالم وتفيد صاحبها وتفيد المجتمع في إي مكان كانت…
أن الإنسان هذا المخلوق العجيب الذي أبدع الخالق جل جلاله خلقه الذي أعجز العلماء قديماً وحديثاً في اكتشاف أسراره ومعرفه دقائقه، فأصل خلقه من طين ثم جعل نسله وتكاثره من ماء مهين «الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون»سورة السجدة آية 7-9
ونفخ فيه الروح وجعل له عقل ونفس «ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دسّاها»سورة الضحى آية 7-10
إن الإنسان مكون من جسد وروح وعقل ونفس هذه المكونات الأربع التي لم تنال – غالباً – الاهتمام الفعلي والرعاية الصحيحة من قبلنا وان كان البعض يقوم بتربيه وبناء جانب أو اثنين على حساب بقية الجوانب.
لقد حث الله سبحانه الإنسان للتأمل في نفسه حيث قال «وفي أنفسكم أفلا تبصرون»سورة الذاريات آية 21
ولو تأملنا واقع الناس اليوم وجدنا أكثرهم يبحث عن ما ينمي أمواله فتجده ما أن يسمع بمشروع يستثمر فيه أمواله تجده يسارع إليه بل ربما حث أصدقائه ومعارفه للمساهمة فيه…
ماذا عن فهم أنفسنا؟
ماذا عن بناء شخصيتنا؟
ماذا عن تطوير عقولنا؟
ماذا عن تنمية مواهبنا؟
ماذا عن اكتشاف طاقاتنا؟
ماذا عن علاقتنا مع الآخرين؟